في السياق، يقول مدير الإعلام التربوي في المحافظة محمد شنيني بقش، إن مكتب التربية والتعليم وفّر بدائل بهدف استمرار العملية التعليمية في المدارس على الرغم من المواجهات، مشيراً إلى دمج العديد من المدارس لتستقبل التلاميذ وتوفر أماكن آمنة لهم.
ويضيف بقش لـ"العربي الجديد"، أن إدارة التعليم نقلت التلاميذ من خمس مدارس تقع في المناطق التي تشهد مواجهات، والتي نزح منها السكان، إلى المناطق الآمنة في المدينة، ودمجت التلاميذ في المدارس البديلة مثل مدرسة هائل البعيدة عن المواجهات المسلحة.
ويلفت إلى أن إدارة التربية والتعليم، "تبذل جهوداً كبيرة لاستمرار الدراسة وعدم تعطلها، حرصاً على مستقبل التلاميذ وعدم ضياع العام الدراسي، من خلال إيجاد بدائل للمدارس، وتوفير الكادر التعليمي لسد العجز في المدارس، بدلاً من المدرسين الغائبين".
ويوضح أن نسبة حضور المدرسين في المدارس تصل إلى 70 في المئة، فيما تتجاوز نسبة حضور التلاميذ 80 في المئة. ويتم سد العجز، من خلال توفير كادر تعليمي من مديري الإدارات في مكتب التربية في المحافظة والمديريات والموجهين، لافتاً إلى أنه ما من أي احتمال لتوقّف العملية التعليمية في المدارس في المحافظة، بسبب التصعيد العسكري الذي تشهده المدينة. ويدعو المنظمات الدولية الإنسانية للوقوف إلى جانب القطاع التعليمي والتربوي في الحديدة، وتوفير الحاجات الأساسية لاستمرار العملية التعليمية.
يتابع بقش: "سنستمر في تدريس التلاميذ، ولو اضطررنا لتدريسهم في الحارات. تعطيل المدارس كارثة كبيرة ستلحق بالأجيال"، مؤكداً أن "نحو 8 مدرسين وأكثر من 28 تلميذاً قتلوا من جرّاء الحرب وقصف طيران التحالف العربي، وأن 60 منشأة تعليمية تضرّرت، منها 12 مدرسة دمرت بشكل كامل".
أحد المدرّسين في المدينة قلّل من إمكان صمود التعليم، في ظل التصعيد في الحرب منذ أكثر من أسبوع. وينفي المدرّس الذي اشترط عدم ذكر اسمه، تصريحات مكتب التربية في المحافظة، مؤكداً أن 70 في المئة من المدرسين لا يذهبون إلى المدارس في الحديدة، وكذلك التلاميذ، بسبب المواجهات التي امتدت إلى الأحياء السكنية في أطراف المدينة.
ويقول لـ"العربي الجديد": "لم نكن نذهب إلى المدرسة بسبب عدم حصولنا على الرواتب. واليوم لا نذهب بسبب الرواتب والحرب". ويلفت إلى أن المدارس في المناطق التي تشهد مواجهات عنيفة أغلقت، ونزح كثير من التلاميذ مع أسرهم إلى مناطق أخرى في المدينة وخارجها.
أولياء الأمور أيضاً منعوا أبناءهم من الذهاب إلى المدارس، على الرغم من دعوات مكتب التربية والتعليم المستمرة إلى ضرورة استمرار العملية التعليمية. ويقول ولي الأمر هاشم عبدالله، إن الوضع الأمني في المدينة غير مستقر، وذهاب الأطفال إلى المدارس مخاطرة بحياتهم.
يضيف لـ"العربي الجديد": "نحن بعيدون عن المواجهات، لكن القذائف والرصاص تصل إلينا من حين إلى آخر، وقد أصيب بعض السكان. لذلك، لا أحد هنا يرسل أبناءه إلى المدرسة".
وتصاعدت المواجهات المسلحة، بين القوات التابعة للحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، وبين جماعة أنصار الله (الحوثيين)، للسيطرة على مدينة الحديدة الساحلية ومينائها الاستراتيجي الواقعين تحت سيطرة الحوثيين.