معدل العودة إلى الجريمة يرتفع لدى شباب بريطانيا

13 مايو 2015
لندن في القرن التاسع عشر (Getty)
+ الخط -
أشارت دراسة حديثة إلى أنّ عودة المجرمين الشباب في بريطانيا إلى الجريمة ازدادت اليوم عمّا كانت عليه في القرن التاسع عشر.

الدراسة التي أشرف عليها كلّ من المؤرخة الاجتماعية باميلا كوكس من جامعة إيسيكس في لندن، والأكاديميون باري غودفري وهيثر شور وزوي ألكر من جامعتي ليفربول وليدز بيكيت، لفتت إلى أنّ السبب في ذلك لا يعود إلى قسوة العقاب الجسدي الذي كان يُفرض على السجناء سابقاً، بل نتيجة اتباع مناهج التعليم المهني بالدرجة الأولى.

يذكر أنّ غالبية سجناء اليوم يطلق سراحهم من دون الخضوع إلى أي برنامج تعليمي مهني أو تقديم أي مساعدة لهم بهدف إعادة تأهيلهم. بينما كانوا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، يمرون بعد خروجهم من المعتقلات بمرحلة تدريب مهني لمدة ثلاث سنوات.

وتفيد البيانات أنّه من أصل 500 شاب ممّن خضعوا أو التزموا بحضور المدارس الصناعية او الإصلاحيات، منذ ما يزيد عن قرن من الزمان، عاد 22 بالمائة منهم فقط إلى الجريمة بعد الإفراج عنهم وخلال فترة حياتهم. أمّا اليوم فتبلغ النسبة 73 بالمائة ممّن يعودون إلى ارتكاب المخالفات وخلال عام واحد من تاريخ خروجهم من المعتقل.

من جهتها، قالت كوكس إنّ النسبة المتدنية في العهد الفيكتوري (1837-1901) بالعودة إلى الإساءة قد تكون نتيجة أثر المراقبة التي تفرض على الشباب في المدارس المهنية والمنهاج الذي يتبعونه لمدة ثلاث سنوات بعد خروجهم من المعتقلات مباشرة.

وكانت كوكس ومن معها قد عملوا على تحليل حياة المجرمين الذين تتراوح أعمارهم بين 7 أعوام و14، من مختلف أنحاء بريطانيا الذين اعتقلوا في إصلاحيات في منطقة ميرسيسايد وشيشير بين عامي 1870 و1910.

والجدير بالذكر أنّ معظم الشباب الذين شملتهم الدراسة كانوا مراهقين من طبقات فقيرة حين ارتكبوا مخالفات بسيطة كسرقة أو إحداث فوضى عامة. ووضع أولئك الشباب في مراكز تأهيل لغاية سن الـ 16 وتوجّهوا بعدها مباشرة إلى مراكز مهنية لتعلّم بعض المهن مثل صناعة الأحذية او العمل على سكك الحديد أو الانخراط في العسكرية.

وقالت كوكس لـ"العربي الجديد" إنّ نتائج الدراسة كشفت عن نسبة ضئيلة جداً في العودة إلى الجريمة لدى 400 حدث ممن وُضعوا في إصلاحيات، وتعلّموا مهناً في مدارس شمال غرب بريطانيا خلال الخمسين عاماً السابقة لعام 1910.

يشار إلى أنّ العقوبات الصارمة في العهد الفيكتوري لعبت دورها كذلك في تخفيض معدّل العودة إلى الجريمة.

إقرأ أيضاً: عقوبة الإعدام "قتلت جينات العنف" لدى البريطانيين