تجمّع عشرات الفنانين الفلسطينيين في قرية "الفنون والحرف" بمدينة غزة، لإحياء ذكرى يوم الأرض، مستخدمين مختلف الفنون التشكيلية والحرف اليدوية التي تدلل على عشق الأرض، والانتماء إليها.
الطريق المؤدي إلى المعرض، كان مليئاً بزينة الاحتفالية الخاصة بيوم الأرض، الذي يحييه الفلسطينيون سنوياً لتأكيد حبهم لأرضهم التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي، وانتماءهم لها، وإصرارهم على العودة إليها رغم طول الانتظار.
تصدر منصة الاحتفالية "قَسمُ العودة"، الذي حفظه كل لاجئ ومهَجَر فلسطيني، ويقول: "نقسم أن نبقى أوفياء لديننا ووطننا ومقدساتنا، وأن نحافظ على حقنا بالعودة إلى جميع مدننا وقرانا، وأنّ نعمل جاهدين لتحقيق هذا الهدف، وألا نسمح بالتفريط بحقنا أو التنازل عنه أو التفاوض عليه".
كان الزي التراثي الفلسطيني حاضراً بقوة، وخصصت له زاوية في المعرض، للتعريف بالزي الخاص بكل مدينة وقرية فلسطينية، وعُرضت صور للحياة الفلسطينية قبل النكبة عام 1948، احتوت على مشاهد الزراعة، الفلاحة، الحراثة، والبساتين والمدن القديمة.
وفي زاوية أخرى عُرضت صور مواسم جني الزيتون والموز والحمضيات، وملامح الحياة الهادئة، إضافة إلى صور تعود لما قبل العام 1940 لمدينة القدس وجبل المكبر، وطبريا وأريحا، وصور أخرى توضح أجواء طحن القمح في مدينة حلحول، وموسم حصاد الفلاحين، وطحن القمح في بلدة قيسارية.
أمّا زوايا المعرض الأخرى، فشملت أعمالاً لثلاثين فناناً وفنانة فلسطينية، توزعت بين الأكسسوارات اليدوية المطعمة بالألوان التراثية الفلسطينية، والحرق على الخشب، والحفر على الخشب، والرسم على الزجاج، والتطريز، والبراويز والمعلقات، وأدوات الزينة والأدوات المنزلية.
وتقول الفنانة خلود فرج الله، التي تشارك في المعرض بمنتوجات التطريز والصوف والرسم على الزجاج وعلى السيتان: "أشارك في مختلف المعارض الفنية والمناسبات الوطنية، من أجل تثبيت حقنا في الأرض والوطن والهوية، وأشجع الجميع على المشاركة وإبراز مواهبهم".
وتقول زميلتها مصممة الأكسسوارات رانيا لظن، إنها تحاول دمج الألوان التراثية وألوان العلم الفلسطيني بالمشغولات اليدوية، ليبدو وكأنه "تطريز بالخرز"، لافتة إلى إصرارها على المشاركة في مختلف المعارض، وتحديداً المعارض الخاصة بالمناسبات الوطنية.
من جهتها، تقول مديرة قرية الفنون والحرف، ناهد شقليه لـ"العربي الجديد"، تهتم القرية سنوياً بإقامة معرض خاص بالأشغال اليدوية التراثية الفلسطينية، وإحياء يوم الأرض بشكل مميز، برهاناً على تمسّك الشعب الفلسطيني بأرضه وهويته وتراثه الفلسطيني الأصيل.
وتضيف شقليه: "تُعدّ قرية الفنون والحرف، أحد مراكز الثقافة التابعة لبلدية غزة، وتهتم بالمحافظة على التراث من الاندثار"، مبينة أنّ القرية تحتوي على أربعة بيوت حرفية دائمة، وهي بيت التطريز، حرق الخشب، النحاسيات، ونسج البسط، وتهتم بإقامة المعارض الخاصة بالفنانين بشكل دائم، وإعادة تدوير خامات البيئة.
وتشير إلى أنّ المعرض يضم مشغولات تراثية في مختلف المجالات الحرفية واليدوية، ويستضيف فرقة دبكة فلسطينية فلكلورية، لافتة إلى أنّ القرية تحاول تطوير المعرض في كل عام، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، والتي أثرت على تمويل القرية.