معرض بشير بوصندل.. الكائن وظلاله

28 يونيو 2020
(من المعرض)
+ الخط -

يركز الفنان التونسي المقيم في فرنسا، بشير بوصندل في معظم أعماله على مسائل الحدود بين الفضاء الشخصي الحميم والمساحة العامة وقضايا الهوية، في لغة بصرية تمزج بين التجريد والتشخيص وإبراز التباينات في اللون والضوء والعتمة التي تجعل مفرداته كأنها خارج مكانها أو زمانه اللذين تعيش فيهما.

"على حافة الظل" عنوان معرضه الجديد الذي يستضيفه "رواق الفن CDA" في الدار البيضاء منذ منتصف الشهر الجاري ويتواصل حتى الثلاثين من الشهر المقبل، ويفتح أبوابه أمام الزوّار متقيّداً بالإجراءات المتبعة في التباعد الاجتماعي، كما يوفّر فرصة الاطلاع على المعرض افتراضياً.

في لوحة منفّذة بزيت على قماش، تبدو الخلفية مربعات يتناوبها الأرزق والبني كقطع متجاوزة ترمز إلى الأرض والسماء، في إظهار لعمقها بحيث تبدو طبقتين، تحتوي السفلى أنبوب مياه يفضي إلى بقعة ترابية جافة، وتقف فوق الثانية ثلاثة كلاب محملة أكياساً تتقابلها أوعية فارغة متجاوزة مع ظلالها.

من المعرضيشير بيان المنظّمين إلى أن "المعرض ليس جواباً على سؤال ما، ولا توضيحاً، بل أداة لقراءة مغايرة للآخر وكلّ ما يحيط بنا، في ضجيجه وسكونه، محاكاة الحياة اليومية، وصورة الواقع حينما يفقد المعنى، ويمارس الظل خداعه البصري".

في لوحة أخرى، سنرى التناظر في عملين متجاورين بين أكياس بلاستيكية سوداء وأزهار فوق سطح من زخارف إسلامية، وتحجب أخيلة الأكياس جزءاً من السطح، لكن الظلّ في كلّ عمل يتوزّع بطريقة مختلفة إذ يتشكّل كتلة واحدة في أحدهما، وينقسم إلى كتلتين في العمل الثاني.

يرسم الفنان أيضاً رجلاً وكلب يقفان على طرفي لوحة، وتطير فوقهما أوراق وأكياس تترك خيالاتها على الأرض، في تنويعات بصرية للفكرة الأساسية للمعرض التي تتمثّل في مكان متحقّق يشعرنا تناقض الظل فيه بوهم الوقت، والتشكّك بأنه يمضي.

ويواصل بوصندل لعبته بتغيير الألوان أو تبدبل المفردات المستخدمة، والتركيز على عدم التوازن، أو عدو وضوح الموضوع، وكلّها مجرّد ذرائغ للتساؤل عن مكان وجود الإنسان في بيئته وقدرته على ملائمتها والتكيّف معها؛ تساؤل لا يمكن الركون إلى إجابة حاسمة ودائمة ويقينية حوله رغم سطوع اللون ووضوح الرؤية كما يخيّل إلينا.

المساهمون