وفي السياق، صرح قائد مليشيا "قوات بدر"، هادي العامري، لوسائل الإعلام مساء أمس: "لا يمكننا الإعلان عن تحرير الفلوجة بالكامل ما لم يتم تحرير منطقة النساف، التي تقع غرب المدينة"، مضيفا: "لا نريد أن نقع في الخطأ نفسه الذي وقعت فيه قوات الجيش في مدينة الرمادي، عندما حررت الرمادي وتركت شمالها بيد تنظيم "داعش""، على حد قوله.
وحول مشاركة مليشيات "الحشد" في المعركة، أكد العامري أنها جاءت بطلب رسمي من رئيس الحكومة، حيدر العبادي، مبينا أن "الحشد قوة رسمية، ولولا تدخلها لما تمكنت قوات الجيش وحدها من السيطرة على الفلوجة والصقلاوية"، مؤكدا أن "العبادي أصر وألحّ على دخول "الحشد" والمشاركة في معركة تحرير الفلوجة"، على حد تعبيره.
وتأتي تصريحات العامري في الوقت الذي كشفت عدة مصادر محلية عن استمرار مليشيات "الحشد الشعبي" في عمليات حرق المنازل وسرقة محتوياتها في مناطق جنوب الفلوجة ووسطها، حيث قال قائممقام مدينة الفلوجة، عيسى العيساوي، إن "الفلوجة تشهد عمليات حرق ونهب واسعة على يد مليشيات "الحشد الشعبي"، وقد أجرينا اتصالات بجميع الجهات السياسية والحكومية، ومنها مكتب القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، لكن شيئا لم يحصل حتى الآن وعمليات الحرق والنهب مستمرة".
من جهته، طالب عضو مجلس محافظة الأنبار، محمد ياسين، رئيس الوزراء بمحاسبة من أسماهم بـ"المندسين"، لقيامهم بسرقة وحرق بعض الدور في الفلوجة، وقال إنه "تم التأكد لدينا قيام بعض المندسين مع القوات الأمنية بسرقة وحرق بعض الدور في مناطق وأحياء النزال وجبيل والرسالة في الفلوجة"، مضيفا أن "المندسين يريدون تشويه انتصارات القوات الأمنية التي تحققت في المدينة".
وفي سياق متصل، تداول نشطاء عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر عمليات الحرق والنهب التي قامت بها مليشيات "الحشد الشعبي" في أحياء المدينة، فضلا عن قيام عناصر المليشيات باحتلال عدد من مساجد المدينة ورفع الأذان الشيعي، وكتابة شعارات طائفية، ورفع صور للمرشد الإيراني على خامنئي، والمرجع الشيعي علي السيستاني.
في غضون ذلك، نفى المتحدث باسم مليشيات "الحشد الشعبي"، كريم النوري، حدوث انتهاكات وأعمال حرق ونهب للمنازل في الفلوجة، مؤكداً أن "صور حرق المنازل مصدرها مدينة حلب، أو قد تكون في إدلب السورية، وليس في الفلوجة"، مضيفا أن "الحشد لديه مواقع عسكرية واضحة في الفلوجة، وأن الصقلاوية والكرمة تم تسليمهما للجيش العراقي"، وأشار إلى أن "الحشد انتصر في جميع المعارك التي شارك فيها ضد "داعش"، وأن هناك وسائل إعلامية تهاجم "الحشد الشعبي" بشكل علني في الآونة الأخيرة".
وكانت منظمة الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى قد دعت الحكومة العراقية إلى التحقيق في حدوث انتهاكات خلال عملية السيطرة على مدينة الفلوجة من قبل مليشيات "الحشد الشعبي" ضد المواطنين في الفلوجة وممتلكاتهم.