انتهت في كابول أعمال اليوم الثاني للاجتماع القبلي المعروف محليا بـ"لويا جرغه" بشأن أسرى "طالبان"، ويتوقع أن يعلن قراره النهائي غدا الأحد، لكن تقارير لجان الاجتماع تؤكد أن ممثلي القبائل يوافقون جميعا على إطلاق سراح 400 أسير لـ"طالبان" تتهمهم الحكومة بجرائم خطيرة.
وذكر المجلس الأعلى الوطني للمصالحة الأفغانية الذي يتزعمه عبد الله عبد الله، وهو يترأس الاجتماع القبلي أيضا، في بيان، أن جميع اللجان التي وزع عليها أعضاء الاجتماع القبلي، وعددها 50، قد قدمت تقاريرها لإدارة الاجتماع، وهي الآن تعمل على توحيد تلك التقارير وسيعلن القرار النهائي للاجتماع غدا. لكن تلك التقارير كلها تؤكد أن ممثلي الشعب وافقوا على الإفراج عن أسرى "طالبان" مقابل ضمانات محلية ودولية بأن لا يعود هؤلاء إلى ميادين القتال مرة أخرى.
ونقل البيان عن عبد الله عبد الله قوله إن البيان الأخير سيعرض غدا مرة أخرى على الاجتماع العام لممثلي القبائل، وعند التأييد سيتم الإفراج عن أسرى "طالبان" في غضون ثلاثة أيام.
كما أضاف عبد الله أن ممثلي الشعب أيضا يطلبون ضمانات محلية ودولية للإفراج عن أسرى "طالبان"، مطالبين أيضا بإطلاق حوار أفغاني على الفور، ووقف إطلاق نار شامل.
وأوضح عبد الله أنه فور إعلان البيان النهائي للاجتماع القبلي سيتم اجتماع أعضاء المجلس الأعلى الوطني للمصالحة، كما أن هيئة التفاوض الحكومية ستكون مستعدة لخوض الحوار مع "طالبان".
من جانبه، اعتبر وزير الشؤون البرلمانية، وهو مستشار الرئيس الأفغاني السابق في الشؤون القبلية، ضياء الحق أمر خيل، في حديث مع "العربي الجديد"، الخطوة تطورا هاما، وقال إن ممثلي الشعب أثبتوا أن قرار الإفراج عن أسرى "طالبان" كان مهما لمستقبل البلاد، وأنهم جميعا يتطلعون لإخراج البلاد من المأزق، معلنا أنه في غضون أيام سيبدأ الحوار المباشر بين الحكومة و"طالبان".
وكان الاجتماع القبلي قد بدأ أمس، في العاصمة الأفغانية كابول، من أجل اتخاذ قرار بشأن أسرى حركة "طالبان" الذين اتهمتهم الحكومة بأنهم مرتكبون لجرائم خطيرة، ولا يمكن لها الإفراج عنهم من دون التشاور مع رموز الشعب.
وخاطب الرئيس الأفغاني ممثلي الشعب في كلمة افتتاحية له، وقال لهم إن قراركم مهم لمستقبل أفغانستان، معلنا أن "طالبان" وافقت على أن تبدأ الحوار المباشر مع الحكومة الأفغانية في غضون ثلاثة أيام في حالة إقرار الاجتماع الإفراج عن 400 من معتقليها، وأن يكون الموضوع الأول للحوار بين الطرفين هو وقف إطلاق نار دائم.
كما أكد غني أن "طالبان" أيضا هددت بارتفاع وتيرة العمليات والتصعيد في حالة رفض الاجتماع الإفراج عن معتقليها، مشيدا أيضا بدور القوات المسلحة في الدفاع عن سيادة البلاد ووحدة أراضيها.
وكانت حركة "طالبان" قد رفضت الاجتماع القبلي، الخميس، معتبرة ذلك خطوة غير دستورية، مؤكدة أن الاجتماع قد يستخدم لعرقلة الحوار وإيجاد عقبات جديدة في وجه المصالحة.