وقالت في "تقرير منظمة الصحة العالمية (السابع) حول وباء التبغ العالمي"، يوم الجمعة، إن حكومات عديدة تواصل إحراز تقدم في مكافحة التبغ، ويوجد اليوم 5 مليارات شخص - أي ضعف عددهم قبل عقد من الزمن - ممّن يعيشون ببلدان فرضت حظراً على التدخين، واعتمدت تثبيت التحذيرات المصورة على عبوات منتجات التبغ واتخذت تدابير فعّالة أخرى لمكافحته، ولكن يلزم اتخاذ المزيد من الإجراءات لمساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطي منتجاته القاتلة.
ويحلّل تقرير المنظمة الجهود الوطنية الرامية إلى تنفيذ أكثر التدابير فعالية من اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ (اتفاقية المنظمة الإطارية)، التي ثبت أنها تقلل الطلب على التبغ، من خلال رصد معدلات تعاطي التبغ وسياسات الوقاية من تعاطيه، حماية الناس من دخان التبغ، عرض المساعدة على من يريدون الإقلاع عنه، تحذير الناس من أخطاره، فرض حظر على الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، زيادة الضرائب المفروضة عليه، تعزيز خدمات الإقلاع عنه.
وتحدث الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس مدير المنظمة العام، قائلاً إنه ينبغي أن تحرص الحكومات على إيتاء خدمات الإقلاع عن تعاطي التبغ في إطار جهودها الرامية إلى ضمان تحقيق التغطية الصحية الشاملة لمواطنيها.
وأضاف: "إن الإقلاع عن تعاطي التبغ من أفضل ما يفعله المرء من أجل صحته، وإن مجموعة التدابير الواردة في برنامج السياسات الست تزوّد الحكومات بأدوات عملية لمساعدة الناس على الإقلاع عن هذه العادة، ليضيفوا بذلك سنوات إلى أعمارهم ونوعية حياة إلى سنوات عمرهم".
وتشمل خدمات الإقلاع عن تعاطي التبغ خطوط الاتصال الوطنية مجاناً بشأن الحصول على تلك الخدمات، وخدمات "الإقلاع عن تعاطي التبغ بواسطة الأجهزة المحمولة" للوصول إلى أعداد أكبر من السكان بواسطة الهواتف المحمولة، وإسداء المشورة من مقدمي خدمات الرعاية الصحية الأولية وتوفير العلاج البديل للنيكوتين والمدفوع التكلفة.
وقال مايكل ر. بلومبرغ سفير المنظمة العالمي المعني بالأمراض غير السارية والإصابات ومؤسس جمعيات بلومبرغ الخيرية: "يوجد المزيد من البلدان التي تعطي الأولوية لمكافحة التبغ وتنقذ الأرواح، ولكن ما زال هناك الكثير من الأعمال التي يلزم إنجازها. ويبرز تقرير المنظمة الجديد الجهود العالمية الرامية إلى مساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطي التبغ، ويبيّن بالتفصيل بعضاً من أهم المكاسب التي حققناها".
من جهته، تحدث فيناياك براساد، مدير برنامج وحدة مكافحة التبغ بمنظمة الصحة العالمية، للصحافيين، عن كون السجائر الإلكترونية وأجهزة تسخين التبغ لا تساعد في مكافحة السرطان، وحثّ على عدم الوثوق في مزاعم شركات السجائر بشأن أحدث منتجاتها.
وقال في تصريح نقلته عنه "رويترز"، إن تطوير منتجات جديدة يهدف فقط إلى توسيع أسواق شركات التبغ. وأردف قائلاً: "لا يوجد فرق بين السجائر وأجهزة تسخين التبغ إلا من حيث التعرض... التعرض أقل والدخان غير مرئي".
ووفقاً للمصدر نفسه، فإنّ الصناعة كانت تحاول كسب الاحترام من خلال رسائل يشوبها التلاعب، مثل الزعم بأن منتجاتها تأتي ضمن إستراتيجية "الحد من الضرر"، على الرغم من أن السجائر لا تزال تمثل 97 بالمائة من سوق التبغ العالمي.
ويجري الترويج للسجائر الإلكترونية، التي تحتوي على نيكوتين دون تبغ، كوسيلة للإقلاع عن التدخين. لكن براساد يضيف أنه لا يوجد دليل يبرر هذا الادعاء، فيما أظهرت أدلة من الولايات المتحدة أنها زادت من انتشار التدخين بين الشباب.
وأثبت التقرير المموّل من جمعيات بلومبرغ الخيرية، أنه برغم وجود 23 بلداً حصراً تطبق سياسات تقدم الدعم في مجال الإقلاع عن تعاطي التبغ على أعلى المستويات، فإن هناك 116 بلداً آخر تقدم خدمات تتكفل بتغطية تكاليفها كلياً أو جزئياً ببعض المرافق الصحية أو بمعظمها، و32 بلداً آخر تقدم خدمات ولكنها لا تتكفل بتغطية تكاليفها، ما يثبت ارتفاع معدلات طلب الجمهور على خدمات الدعم في مجال الإقلاع عن تعاطي التبغ.
وانخفضت أيضاً معدلات تعاطي التبغ انخفاضاً تناسبياً بمعظم البلدان، لكن زيادة السكان تعني أن إجمالي عدد متعاطيه ظل مرتفعاً. وتشير التقديرات حالياً إلى وجود نحو 1.1 مليار مدخن بالعالم، منهم نسبة 80 بالمائة تقريباً ممّن يعيشون ببلدان تنتمي إلى الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط.