بلدية "بينيساليم" كما ينطقها الإسبان، أو بني سليم كما يسميها العرب في إسبانيا، هي قرية صغيرة تقع في جزيرة مايوركا بمنطقة جزر البليار شرق إسبانيا، ويبلغ عدد سكانها حوالي سبعة آلاف نسمة. وفي كل عام في شهر سبتمبر/أيلول، تحتفل البلدة لعدة أسابيع بموسم حصاد العنب، حيث تنتهي الاحتفالات مع آخر عطلة في الشهر.
تاريخيًا، يعود أصل المدينة لقبيلة قيسية مُضرية عدنانية عربية من كبريات قبائل قيس عيلان، منها العديد من الصحابة، ومنها الخنساء. وساهم العديد من أبناء هذه القبيلة في الفتوحات الإسلامية، ومنها فتح الأندلس. وأسهمت بني سليم في بناء الحضارة الأندلسية، وبرز منها عدة علماء حازوا ألقابا، مثل (عالم الأندلس) وقاضي قرطبة، عبد الملك بن حبيب بن سليمان، من أهل البيرة وله عدة مؤلفات، لُقب بعالم الأندلس، وتُوفي عام 238 هجرية. وابن حفص بن عمر السلمي، المعروف بعدله ورأيه الثاقب، وهو قاضي قرطبة الشهير.
مهرجان العنب
"فيستاس دي فيرمار" أو مهرجان العنب، هو الاحتفال الأكثر شعبية هنا. في السبت الأخير من أغسطس/آب، يبدأ اختيار ممثلي بينيساليم في المهرجان، عبر مسابقة يشارك فيها مزارعو العنب من الشباب فوق عمر 16 عاما، ويتم الاختيار عبر التصويت. ومن يتم اختيارهم يتولون مسؤولية العمل ومساعدة كبار السن وباقي المهام المتعلقة بتسهيل الاحتفال.
يستمر المهرجان إلى عطلة الأسبوع، تبدأ في السبت صباحا وتنتهي في الأحد مساء. في اليوم الأول يكون هناك سباق دراجات إلى غابة الصنوبر بينياغوال، حيث تتم دعوة الضيوف إلى تناول وجبة خفيفة من الخبز ولحم السوبراسادا المحفوظ والمشروبات الغازية، إضافة إلى العديد من الهدايا. ثم العودة إلى المدينة، ليذهب الجميع نحو حرب العنب، وهي معركة ضارية يقذف فيها الناس بعضهم بالعنب عشوائيا.
يقال إن أصل تلك الحرب يعود إلى الفترة الرومانية، عندما استُغلت اللعبة للتخلص من العنب الفاسد غير الصالح لعمل النبيذ، فتقاذف الناس به جلبا للمرح قبل دخول فصل الشتاء الذي يقطع العلاقات الاجتماعية بسبب برودته. واستمر السكان في ذلك التقليد الساخر حتى تعلّقوا به، ووجدوه أفضل وسيلة تشجع على عدم خلط العنب السيئ بالجيد في النبيذ. وتحوّل الأمر إلى مهرجان سنوي يجذب آلاف الزوار إلى المدينة كل عام، إذ ينفق الزائرون أكثر من قيمة العنب المهدور في القتال في الشوارع. وتشمل المنافسة أيضا التزحلق على العنب المفروم، وكذلك تجرّع الكثير من النبيذ.
رمي العنب يستمر أسبوعين متواصلين مع معارك شبه يومية، وفي حفل الافتتاح يجتمع المشاركون في الساحة المركزية للقرية وينتظرون أن يطلق منظمو الحفل صاروخا ضوئيا، ومع انطلاقه يتبع المشاركون شاباً يحمل صافرة يجري أمامهم نحو حقل خارج القرية، إذ يتجمّعون حول كومة كبيرة من العنب. حيث تبدأ الفوضى، الجميع في المعركة ضد الجميع، لا فرق ولا جماعات، بل أفراد ضد أفراد، الكل يلطخ الآخرين بالعنب الناضج الأسود الذي يتحول إلى عجين ملون في أيديهم وعلى أجسادهم. الضحك هو سيد الموقف؛ لا غضب، لا شكوى. وبعد المعركة، فإن الجميع مدعوون إلى تذوق أنواع النبيذ التي تصنعها القرية بمختلف بيوتها وعائلاتها.
بعد كل ذلك التلون والتلوث بالعنب، يذهب الجميع للاستحمام وارتداء الملابس التي يغلب عليها اللون الأبيض والبيج، ثم يلتقون في الساحة الرئيسية للقرية لتناول غداء من البايلا، وهي الطبق المحلي لبينيساليم. بعد الغداء تبدأ المجموعات المختلفة من الموسيقيين المحليين والقادمين للمشاركة في المهرجان في تقديم عروضهم. كل من كان فوق الرابعة عشرة يمكنه المشاركة في العروض الموسيقية، وسباقات الدراجات، ومسابقات التصوير الفوتوغرافي.
في الأسبوع الأخير، يكون العشاء أيضا من الأطباق المحلية المميزة، وتذهب البلدة بأكملها إليه، وتشارك فيه المطاعم، خاصة ذات الأصول العربية، ويتم تزيين الشوارع، وتسير مواكب ودمى كبيرة تعبّر عن الفرحة بالحصاد والمهرجان.
اقــرأ أيضاً
تاريخيًا، يعود أصل المدينة لقبيلة قيسية مُضرية عدنانية عربية من كبريات قبائل قيس عيلان، منها العديد من الصحابة، ومنها الخنساء. وساهم العديد من أبناء هذه القبيلة في الفتوحات الإسلامية، ومنها فتح الأندلس. وأسهمت بني سليم في بناء الحضارة الأندلسية، وبرز منها عدة علماء حازوا ألقابا، مثل (عالم الأندلس) وقاضي قرطبة، عبد الملك بن حبيب بن سليمان، من أهل البيرة وله عدة مؤلفات، لُقب بعالم الأندلس، وتُوفي عام 238 هجرية. وابن حفص بن عمر السلمي، المعروف بعدله ورأيه الثاقب، وهو قاضي قرطبة الشهير.
مهرجان العنب
"فيستاس دي فيرمار" أو مهرجان العنب، هو الاحتفال الأكثر شعبية هنا. في السبت الأخير من أغسطس/آب، يبدأ اختيار ممثلي بينيساليم في المهرجان، عبر مسابقة يشارك فيها مزارعو العنب من الشباب فوق عمر 16 عاما، ويتم الاختيار عبر التصويت. ومن يتم اختيارهم يتولون مسؤولية العمل ومساعدة كبار السن وباقي المهام المتعلقة بتسهيل الاحتفال.
يستمر المهرجان إلى عطلة الأسبوع، تبدأ في السبت صباحا وتنتهي في الأحد مساء. في اليوم الأول يكون هناك سباق دراجات إلى غابة الصنوبر بينياغوال، حيث تتم دعوة الضيوف إلى تناول وجبة خفيفة من الخبز ولحم السوبراسادا المحفوظ والمشروبات الغازية، إضافة إلى العديد من الهدايا. ثم العودة إلى المدينة، ليذهب الجميع نحو حرب العنب، وهي معركة ضارية يقذف فيها الناس بعضهم بالعنب عشوائيا.
يقال إن أصل تلك الحرب يعود إلى الفترة الرومانية، عندما استُغلت اللعبة للتخلص من العنب الفاسد غير الصالح لعمل النبيذ، فتقاذف الناس به جلبا للمرح قبل دخول فصل الشتاء الذي يقطع العلاقات الاجتماعية بسبب برودته. واستمر السكان في ذلك التقليد الساخر حتى تعلّقوا به، ووجدوه أفضل وسيلة تشجع على عدم خلط العنب السيئ بالجيد في النبيذ. وتحوّل الأمر إلى مهرجان سنوي يجذب آلاف الزوار إلى المدينة كل عام، إذ ينفق الزائرون أكثر من قيمة العنب المهدور في القتال في الشوارع. وتشمل المنافسة أيضا التزحلق على العنب المفروم، وكذلك تجرّع الكثير من النبيذ.
رمي العنب يستمر أسبوعين متواصلين مع معارك شبه يومية، وفي حفل الافتتاح يجتمع المشاركون في الساحة المركزية للقرية وينتظرون أن يطلق منظمو الحفل صاروخا ضوئيا، ومع انطلاقه يتبع المشاركون شاباً يحمل صافرة يجري أمامهم نحو حقل خارج القرية، إذ يتجمّعون حول كومة كبيرة من العنب. حيث تبدأ الفوضى، الجميع في المعركة ضد الجميع، لا فرق ولا جماعات، بل أفراد ضد أفراد، الكل يلطخ الآخرين بالعنب الناضج الأسود الذي يتحول إلى عجين ملون في أيديهم وعلى أجسادهم. الضحك هو سيد الموقف؛ لا غضب، لا شكوى. وبعد المعركة، فإن الجميع مدعوون إلى تذوق أنواع النبيذ التي تصنعها القرية بمختلف بيوتها وعائلاتها.
بعد كل ذلك التلون والتلوث بالعنب، يذهب الجميع للاستحمام وارتداء الملابس التي يغلب عليها اللون الأبيض والبيج، ثم يلتقون في الساحة الرئيسية للقرية لتناول غداء من البايلا، وهي الطبق المحلي لبينيساليم. بعد الغداء تبدأ المجموعات المختلفة من الموسيقيين المحليين والقادمين للمشاركة في المهرجان في تقديم عروضهم. كل من كان فوق الرابعة عشرة يمكنه المشاركة في العروض الموسيقية، وسباقات الدراجات، ومسابقات التصوير الفوتوغرافي.
في الأسبوع الأخير، يكون العشاء أيضا من الأطباق المحلية المميزة، وتذهب البلدة بأكملها إليه، وتشارك فيه المطاعم، خاصة ذات الأصول العربية، ويتم تزيين الشوارع، وتسير مواكب ودمى كبيرة تعبّر عن الفرحة بالحصاد والمهرجان.