08 مارس 2019
مهزلة الانتخابات المصرية
محمد لطفي (مصر)
لم يترك المشهد الهزلي لمسرحية انتخابات الرئاسة في مصر لأي كاتب الفرصة ليتحدث بجدية أو يقوم بتحليل سياسي واقعي وحقيقي لما يحدث، فعبثية المشهد وعدم معقوليته أكبر من أفكار أي كاتب ونقد أي محلل.
وعلى الرغم من ذلك، نجد مؤيدي عبد الفتاح السيسي وإعلامه ومستشاريه يتحدثون ليل نهار، ويعقدون الندوات والحوارات، ويملأون الفضائيات، من أجل إظهار المشهد كما لو كان حقيقيا وجديا، وأن هناك انتخابات حقيقية وعرس ديمقراطي و...
ذكرني ذلك كله بمدرس اللغة العربية للصف الثاني من المرحلة الابتدائية، وهو يشرح لنا الجملة الفعلية ومدلولاتها، إذ اختار جملة "أكلَ الحمارُ البرسيمَ"، وسأل: على ماذا تدل هذه الجملة؟ فأجاب طالب إنها تدل أن الحمار جائع، وقال آخر بل تدل على أنّ البرسيم هو غذاء الحمار، وصرخ ثالث أنها دليل أكيد أن البرسيم متوفر... فأثنى المدرس على طلابه وأكمل الشرح.
وهذا تماما ما يفعله إعلام السيسي ومؤيدوه في كل مكان، فأحدهم يصرخ ليقول إنّ السيسي هو رئيس الجمهورية، وآخر يعلنها مدوية أنهم سينتخبونه لأنهم يحبونه، وثالث يأتي من بعيد ليؤكد أنّ مشروعات السيسي وصلت إلى 11000 مشروع في أربع سنوات، جديدها افتتاح قاعة للمحاضرات في إدارة مرور قليوب! هكذا، يحاولون إقناع العالم بأن الانتخابات حقيقة، والديمقراطية قائمة والأشرار وحدهم من لا يرون الإنجازات العظيمة والمشاريع الضخمة للنظام الحاكم.
وبعيدا عن هزلية الانتخابات، وعبثية المشهد، وصراخ المؤيدين، وكذب الإعلام، وغباء المستشارين وفساد المحيطين، بعيدا عن ذلك كله فما أفرزه هذا المشهد الرخيص أخطر بكثير من كل ما سبق، فقد أثبت وأكد كفر الشعب تماما بالديمقراطية والسياسة، إذ أدرك الشعب يقينا ألا سبيل لتغيير السلطة بالطريق السلمي، وأن الطريق الوحيد للتغيير هو العنف، فقد كانت آخر تصريحات السيسي: "ما حدث منذ سبع سنوات لن أسمح بتكراره"، فإذا كانت ثورة يناير، وهي أعظم ما قدمه الشعب المصري منذ حرب أكتوبر، والتي شهد العالم كله قادة وشعوبا بعظمتها وروعتها وتعلم الجميع منها، أصبحت في نظر السيسي الدكتاتور عارا يتبرأ منه، ولن يسمح به، فأي أمل في انتخابات أو تغيير سلمي أو نظام سياسي؟
الحقيقة المؤكدة والغائبة عن السيسي ومستشاريه أنّ الشعوب لا تستأذن الطغاة للقيام بالثورة، فالشعب لا ينتظر الإذن من الحاكم الظالم ليقوم بثورته، مهما كان ظلم الحاكم وجبروته، فإذا سالت الدماء بحورا، فلا تحمل الشعب المسؤولية، فأنت المسؤول وتأكد بعد أن قضيت على كل الآمال في التغيير السلمي، أن العنف قادم قادم، ولكن متى؟ هذا هو السؤال.
وعلى الرغم من ذلك، نجد مؤيدي عبد الفتاح السيسي وإعلامه ومستشاريه يتحدثون ليل نهار، ويعقدون الندوات والحوارات، ويملأون الفضائيات، من أجل إظهار المشهد كما لو كان حقيقيا وجديا، وأن هناك انتخابات حقيقية وعرس ديمقراطي و...
ذكرني ذلك كله بمدرس اللغة العربية للصف الثاني من المرحلة الابتدائية، وهو يشرح لنا الجملة الفعلية ومدلولاتها، إذ اختار جملة "أكلَ الحمارُ البرسيمَ"، وسأل: على ماذا تدل هذه الجملة؟ فأجاب طالب إنها تدل أن الحمار جائع، وقال آخر بل تدل على أنّ البرسيم هو غذاء الحمار، وصرخ ثالث أنها دليل أكيد أن البرسيم متوفر... فأثنى المدرس على طلابه وأكمل الشرح.
وهذا تماما ما يفعله إعلام السيسي ومؤيدوه في كل مكان، فأحدهم يصرخ ليقول إنّ السيسي هو رئيس الجمهورية، وآخر يعلنها مدوية أنهم سينتخبونه لأنهم يحبونه، وثالث يأتي من بعيد ليؤكد أنّ مشروعات السيسي وصلت إلى 11000 مشروع في أربع سنوات، جديدها افتتاح قاعة للمحاضرات في إدارة مرور قليوب! هكذا، يحاولون إقناع العالم بأن الانتخابات حقيقة، والديمقراطية قائمة والأشرار وحدهم من لا يرون الإنجازات العظيمة والمشاريع الضخمة للنظام الحاكم.
وبعيدا عن هزلية الانتخابات، وعبثية المشهد، وصراخ المؤيدين، وكذب الإعلام، وغباء المستشارين وفساد المحيطين، بعيدا عن ذلك كله فما أفرزه هذا المشهد الرخيص أخطر بكثير من كل ما سبق، فقد أثبت وأكد كفر الشعب تماما بالديمقراطية والسياسة، إذ أدرك الشعب يقينا ألا سبيل لتغيير السلطة بالطريق السلمي، وأن الطريق الوحيد للتغيير هو العنف، فقد كانت آخر تصريحات السيسي: "ما حدث منذ سبع سنوات لن أسمح بتكراره"، فإذا كانت ثورة يناير، وهي أعظم ما قدمه الشعب المصري منذ حرب أكتوبر، والتي شهد العالم كله قادة وشعوبا بعظمتها وروعتها وتعلم الجميع منها، أصبحت في نظر السيسي الدكتاتور عارا يتبرأ منه، ولن يسمح به، فأي أمل في انتخابات أو تغيير سلمي أو نظام سياسي؟
الحقيقة المؤكدة والغائبة عن السيسي ومستشاريه أنّ الشعوب لا تستأذن الطغاة للقيام بالثورة، فالشعب لا ينتظر الإذن من الحاكم الظالم ليقوم بثورته، مهما كان ظلم الحاكم وجبروته، فإذا سالت الدماء بحورا، فلا تحمل الشعب المسؤولية، فأنت المسؤول وتأكد بعد أن قضيت على كل الآمال في التغيير السلمي، أن العنف قادم قادم، ولكن متى؟ هذا هو السؤال.