يعيش النازحون العراقيون في شهر رمضان أوضاعاً إنسانية صعبة، لكن برغم ذلك، يظهر للعيان التكافل الاجتماعي الرمضاني بين الفقراء الذين يساعدون بعضهم بعضاً في إعداد موائد الإفطار والسحور في بغداد وغيرها من المحافظات التي استقبلت نازحين من مناطق النزاع.
يقول أحد سكان العاصمة بغداد، يسكن قرب مجمع للنازحين في شمالي العاصمة، عباس خليل، لـ"العربي الجديد"، إن "موائد رمضان تحمل أكثر من دلالة، حيث يقوم الفقراء وذوو الدخل المحدود بتقديم الطعام للأقل دخلاً منهم في سبيل إعداد وجبات كاملة للنازحين". اذ "تتبرع كل عائلة بما تقدر عليه من المال والطعام، ومن ثم يجري إعداد وجبات الإفطار للعوائل النازحة، تقدّم لهم في مقر إقامتهم".
يشير خليل إلى أن "تكاليف تلك الموائد تجمع من فقراء الأحياء وذوي الدخل المحدود، وأن تجاراً في بغداد يساعدون في خفض الأسعار، من أجل سدّ جوع المهجرين بفعل الحرب بين القوّات الحكومية وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".
اقرأ أيضا: أمراء الحرب يذوبون الطبقات الاجتماعية في العراق
أمّا عمر عبد الله الدليمي، أحد النازحين من محافظة الأنبار (غرب العراق)، فيشرح لـ"العربي الجديد"، أن الأوضاع التي تمرّ على مهجري الأنبار، في بغداد وكركوك وأربيل والسلمانية ودهوك، صعبة جداً، ولكن موائد الإفطار التي تنظّم من قبل ذوي الدخل المحدود والفقراء تخفف قليلاً من مواجعهم، وتعبّر عن التلاحم الحقيقي بين أبناء الشعب العراقي، إذ "كل يوم تصلنا وجبات غذائية منوعة من قبل العوائل التي تقوم بإعداد الوجبات الغذائية سواء في منازلها أو في مواقع النزوح نفسها، وهناك أشخاص غير معروفين يأتون قبل الإفطار ومعهم كميات من الأرز والعصائر والتمور يمنحونها من أجل النازحين. ويصل سعر الوجبة الغذائية الواحدة المقدمة للعوائل النازحة إلى نحو 25 ألف دينار (21.5 دولاراً)".
تقدّم تلك الوجبات، حسب الدليمي، مرتين في اليوم، في الإفطار والسحور. كما يوجد متطوعون يجمعون تبرعات من ذوي الدخل المحدود ثم يقومون بشراء المواد الغذائية وطبخها، بغية تقديمها كوجبات إفطار. ويلفت الدليمي إلى أن "السلطات الحكومية فشلت في تقديم المساعدات الإنسانية، وحتى المنح المالية، ذلك أن عمل لجنة النازحين إعلامي أكثر ممّا هو لتقديم المساعدات الغذائية أو المنح المالية".
مساعدات فورية
من جهته، يقول الخبير الاقتصادي وأستاذ مادة الاقتصاد بجامعة بغداد، أحمد جمال، لـ"العربي الجديد"، إن "قيام الفقراء وذوي الدخل المحدود بجمع تبرعات مالية وتقديم الطعام والشراب للنازحين، يسهم بشكل كبير في توفير مساعدات غذائية لهم، لأن المساعدات المالية التي تجمع تستخدم فوراً لشراء السلع والمواد الغذائية"، لافتاً إلى أن وجود "منظمات مراقبة تسجل عمل هذه الأعمال، حيث يصل إنفاقها في الشهر على توفير وجبات الغذاء للفقراء والنازحين على السواء إلى مليون دولار"، كما أن "هناك تجاراً ورجال أعمال يقدمون مساعدات مالية كبيرة إلى جمعيات مختصة في إيصال الطعام والمال لمستحقيها، وهذه الأموال تسجّل وترصد بصورة قانونية لكي تصل إلى أكبر عدد من مستحقيها في بغداد وفروع المحافظات".
اقرأ أيضا: مستقبل العراق في ظل الفساد: أسود كالنفط
عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق، مسرور أسود، يوضح لـ"العربي الجديد"، أن "عدد النازحين في العراق تجاوز 3 ملايين نازح، وهذا الرقم مخيف ويحمل معه معاناة اقتصادية كبيرة، خصوصاً مع حلول شهر رمضان"، لافتاً إلى أن الحكومة ولجنة النازحين فشلت في إيجاد حلول لمشاكل النازحين، وطالب منظمات الأمم المتحدة بالعمل على تقديم المساعدات الغذائية لهم في هذا الشهر، لأن الكثيرين منهم يعيشون في ظروف صعبة، ولا يجد بعضهم ما يأكلونه، فـ"التكافل الاقتصادي يجب أن يرعى من قبل برنامج حكومي لتخفيف معاناة النازحين العراقيّين".
ويشير أسود إلى أن "البرامج الاقتصادية لتوفير الطعام والمواد الغذائية للنازحين والفقراء تكاد تكون معدومة، وما يقدّم من قبل بعض المنظمات يعتمد على ما يقدم من دعم مالي من قبل السكان وبعض الذين يقدمون المساعدات المالية لغرض إعداد وجبات رمضانية تسد جزءاً بسيطاً من تلك المعاناة".
يقول أحد سكان العاصمة بغداد، يسكن قرب مجمع للنازحين في شمالي العاصمة، عباس خليل، لـ"العربي الجديد"، إن "موائد رمضان تحمل أكثر من دلالة، حيث يقوم الفقراء وذوو الدخل المحدود بتقديم الطعام للأقل دخلاً منهم في سبيل إعداد وجبات كاملة للنازحين". اذ "تتبرع كل عائلة بما تقدر عليه من المال والطعام، ومن ثم يجري إعداد وجبات الإفطار للعوائل النازحة، تقدّم لهم في مقر إقامتهم".
يشير خليل إلى أن "تكاليف تلك الموائد تجمع من فقراء الأحياء وذوي الدخل المحدود، وأن تجاراً في بغداد يساعدون في خفض الأسعار، من أجل سدّ جوع المهجرين بفعل الحرب بين القوّات الحكومية وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".
اقرأ أيضا: أمراء الحرب يذوبون الطبقات الاجتماعية في العراق
أمّا عمر عبد الله الدليمي، أحد النازحين من محافظة الأنبار (غرب العراق)، فيشرح لـ"العربي الجديد"، أن الأوضاع التي تمرّ على مهجري الأنبار، في بغداد وكركوك وأربيل والسلمانية ودهوك، صعبة جداً، ولكن موائد الإفطار التي تنظّم من قبل ذوي الدخل المحدود والفقراء تخفف قليلاً من مواجعهم، وتعبّر عن التلاحم الحقيقي بين أبناء الشعب العراقي، إذ "كل يوم تصلنا وجبات غذائية منوعة من قبل العوائل التي تقوم بإعداد الوجبات الغذائية سواء في منازلها أو في مواقع النزوح نفسها، وهناك أشخاص غير معروفين يأتون قبل الإفطار ومعهم كميات من الأرز والعصائر والتمور يمنحونها من أجل النازحين. ويصل سعر الوجبة الغذائية الواحدة المقدمة للعوائل النازحة إلى نحو 25 ألف دينار (21.5 دولاراً)".
تقدّم تلك الوجبات، حسب الدليمي، مرتين في اليوم، في الإفطار والسحور. كما يوجد متطوعون يجمعون تبرعات من ذوي الدخل المحدود ثم يقومون بشراء المواد الغذائية وطبخها، بغية تقديمها كوجبات إفطار. ويلفت الدليمي إلى أن "السلطات الحكومية فشلت في تقديم المساعدات الإنسانية، وحتى المنح المالية، ذلك أن عمل لجنة النازحين إعلامي أكثر ممّا هو لتقديم المساعدات الغذائية أو المنح المالية".
مساعدات فورية
من جهته، يقول الخبير الاقتصادي وأستاذ مادة الاقتصاد بجامعة بغداد، أحمد جمال، لـ"العربي الجديد"، إن "قيام الفقراء وذوي الدخل المحدود بجمع تبرعات مالية وتقديم الطعام والشراب للنازحين، يسهم بشكل كبير في توفير مساعدات غذائية لهم، لأن المساعدات المالية التي تجمع تستخدم فوراً لشراء السلع والمواد الغذائية"، لافتاً إلى أن وجود "منظمات مراقبة تسجل عمل هذه الأعمال، حيث يصل إنفاقها في الشهر على توفير وجبات الغذاء للفقراء والنازحين على السواء إلى مليون دولار"، كما أن "هناك تجاراً ورجال أعمال يقدمون مساعدات مالية كبيرة إلى جمعيات مختصة في إيصال الطعام والمال لمستحقيها، وهذه الأموال تسجّل وترصد بصورة قانونية لكي تصل إلى أكبر عدد من مستحقيها في بغداد وفروع المحافظات".
اقرأ أيضا: مستقبل العراق في ظل الفساد: أسود كالنفط
عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق، مسرور أسود، يوضح لـ"العربي الجديد"، أن "عدد النازحين في العراق تجاوز 3 ملايين نازح، وهذا الرقم مخيف ويحمل معه معاناة اقتصادية كبيرة، خصوصاً مع حلول شهر رمضان"، لافتاً إلى أن الحكومة ولجنة النازحين فشلت في إيجاد حلول لمشاكل النازحين، وطالب منظمات الأمم المتحدة بالعمل على تقديم المساعدات الغذائية لهم في هذا الشهر، لأن الكثيرين منهم يعيشون في ظروف صعبة، ولا يجد بعضهم ما يأكلونه، فـ"التكافل الاقتصادي يجب أن يرعى من قبل برنامج حكومي لتخفيف معاناة النازحين العراقيّين".
ويشير أسود إلى أن "البرامج الاقتصادية لتوفير الطعام والمواد الغذائية للنازحين والفقراء تكاد تكون معدومة، وما يقدّم من قبل بعض المنظمات يعتمد على ما يقدم من دعم مالي من قبل السكان وبعض الذين يقدمون المساعدات المالية لغرض إعداد وجبات رمضانية تسد جزءاً بسيطاً من تلك المعاناة".