في الأعوام الأخيرة، انتشرت الكثير من مقاطع الفيديو التي تستعرض مواهب غريبة للمتقدمين في النسخ الأوروبية والأميركية من برنامج "غوت تالنت". وترافق هذه الفيديوهات عبارات التعجب والانبهار بالمواهب الغربية، وتصاحبها أحياناً بعض التعليقات الساخرة، التي تتعمد المقارنة بين برامج المواهب الأجنبية والنسخة العربية، وضيق أفق المواهب العربية، التي نشاهدها في النسخة العربية من برنامج "آرابز غوت تالنت"، إذا ما قارناها بالمواهب الأجنبية، فيضعنا هذا التراكم من السخرية أمام السؤال: هل يعجز الوطن العربي عن إنجاب المواهب بالفعل؟
إذا ما حاولنا أن نجيب عن هذا السؤال، وأن نفسر سبب انتشار التصور السائد، فمن الممكن أن نرجع ذلك، للعديد من العوامل:
بدأ برنامج "غوت تالنت" في التلفزيون البريطاني في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة، وحقق البرنامج النجاح سريعاً، وأنجزت منه 39 نسخة حول العالم. وخلال الأعوام العشرة الماضية، تقدم عشرات الآلاف حول العالم إلى برامج "غوت تالنت" بنسخه المختلفة؛ ومن بين عشرات آلاف المواهب الأجنبية، لا تنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي سوى المواهب الأكثر تميزاً وتألقاً، مما يجعل المقارنة ما بين المواهب العربية وأفضل المواهب في باقي أنحاء العالم، تصب بكل تأكيد في مصلحة المواهب الأجنبية.
في الموسم الأول من برنامج "آرابز غوت تالنت" كان هناك العديد من المواهب الاستثنائية التي تستحق الاهتمام والتقدير، مثل نور الدين بنوقاص، الذي يقوم برسم لوحات متقطعة ويقوم بتجميعها، ويقدم عرضاً متميزاً على طريقة مسرح التجهيز؛ ولكن الاختيار وقع في النهاية على عمرو قطامش ليحمل اللقب، وهو شاعر مصري، لم يقدم طيلة البرنامج سوى بعض القصائد المحكية بأداء متوسط. وفعلياً يبدو من غير المنطقي وجود شاعر على منصة التتويج في برنامج للمواهب، ولاسيما بوجود برامج عربية متخصصة بالشعر، كما أنه ليس من المنطقي أن يفتح البرنامج أبوابه للمغنين والعازفين، الذين لا يملكون قدرات استثنائية.
إن أكثر ما يشجع أنصاف المواهب على التواجد في برنامج "غوت تالنت" العربي، هو الطريقة التي تتعاطى بها لجنة التحكيم مع المتقدمين، فانبهار نجوى كرم المستمر بأي شيء يتم تقديمه مهما بدا سخيفاً، ومجاملات الممثلين ناصر القصبي وأحمد حلمي التي لا داعي لها في معظم الأحيان، واستغناء علي جابر في المواسم الأخيرة عن حدته، جعل البرنامج يتحول إلى جلسة شبيهة بالجلسات الفنية التي تقام بغرض الدعم النفسي، فيصفق فيها الجميع على كل ما هو ساذج، وتقنع الموجودين والمراقبين على الاقتناع بالحدود الدنيا من الموهبة، فلا تحث المتقدمين في المواسم المقبلة على تطوير موهبتهم.
تشيد لجنة التحكيم أيضاً بأي عرض يطرح أفكارا إنسانية، مهما كان الشكل الفني محدوداً أو حتى سيئا من حيث الأسلوب أو التنفيذ؛ وذلك جعل عشرات المتقدمين غير الموهوبين يعتمدون على الوصفة الإنسانية السحرية للتقدم إلى البرنامج واكتساب بعض الشهرة؛ وذلك أثر بشكل واضح على سوية البرنامج، بعد أن بات المتقدمون يعرفون كيف يكسبون رضا لجنة التحكيم، حتى وإن كانت موهبتهم ضعيفة.
اقــرأ أيضاً
إذا ما حاولنا أن نجيب عن هذا السؤال، وأن نفسر سبب انتشار التصور السائد، فمن الممكن أن نرجع ذلك، للعديد من العوامل:
بدأ برنامج "غوت تالنت" في التلفزيون البريطاني في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة، وحقق البرنامج النجاح سريعاً، وأنجزت منه 39 نسخة حول العالم. وخلال الأعوام العشرة الماضية، تقدم عشرات الآلاف حول العالم إلى برامج "غوت تالنت" بنسخه المختلفة؛ ومن بين عشرات آلاف المواهب الأجنبية، لا تنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي سوى المواهب الأكثر تميزاً وتألقاً، مما يجعل المقارنة ما بين المواهب العربية وأفضل المواهب في باقي أنحاء العالم، تصب بكل تأكيد في مصلحة المواهب الأجنبية.
في الموسم الأول من برنامج "آرابز غوت تالنت" كان هناك العديد من المواهب الاستثنائية التي تستحق الاهتمام والتقدير، مثل نور الدين بنوقاص، الذي يقوم برسم لوحات متقطعة ويقوم بتجميعها، ويقدم عرضاً متميزاً على طريقة مسرح التجهيز؛ ولكن الاختيار وقع في النهاية على عمرو قطامش ليحمل اللقب، وهو شاعر مصري، لم يقدم طيلة البرنامج سوى بعض القصائد المحكية بأداء متوسط. وفعلياً يبدو من غير المنطقي وجود شاعر على منصة التتويج في برنامج للمواهب، ولاسيما بوجود برامج عربية متخصصة بالشعر، كما أنه ليس من المنطقي أن يفتح البرنامج أبوابه للمغنين والعازفين، الذين لا يملكون قدرات استثنائية.
إن أكثر ما يشجع أنصاف المواهب على التواجد في برنامج "غوت تالنت" العربي، هو الطريقة التي تتعاطى بها لجنة التحكيم مع المتقدمين، فانبهار نجوى كرم المستمر بأي شيء يتم تقديمه مهما بدا سخيفاً، ومجاملات الممثلين ناصر القصبي وأحمد حلمي التي لا داعي لها في معظم الأحيان، واستغناء علي جابر في المواسم الأخيرة عن حدته، جعل البرنامج يتحول إلى جلسة شبيهة بالجلسات الفنية التي تقام بغرض الدعم النفسي، فيصفق فيها الجميع على كل ما هو ساذج، وتقنع الموجودين والمراقبين على الاقتناع بالحدود الدنيا من الموهبة، فلا تحث المتقدمين في المواسم المقبلة على تطوير موهبتهم.
تشيد لجنة التحكيم أيضاً بأي عرض يطرح أفكارا إنسانية، مهما كان الشكل الفني محدوداً أو حتى سيئا من حيث الأسلوب أو التنفيذ؛ وذلك جعل عشرات المتقدمين غير الموهوبين يعتمدون على الوصفة الإنسانية السحرية للتقدم إلى البرنامج واكتساب بعض الشهرة؛ وذلك أثر بشكل واضح على سوية البرنامج، بعد أن بات المتقدمون يعرفون كيف يكسبون رضا لجنة التحكيم، حتى وإن كانت موهبتهم ضعيفة.