لم يعد الهندام المدرسي الجديد أساسياً لكثير من الأسر، ولا الحقيبة المدرسية، وحتى الكتب. بات الاعتماد على "الممكن" و"المتوفّر" من هذه الأساسيات. أما الأقساط في التعليم الخاص فباتت أسعارها تكوي، ما اضطر كثيرين للتخلّي عنه نحو التعليم الرسمي الذي لا تنتهي مشاكله، ومنها تهديد الأساتذة بمقاطعة بدء العام الدراسي نفسه من أجل الحصول على حقوق تأخّرت كثيراً.
الحروب المستمرة ضاعفت من العبء على الأهالي، إذ جعلت من الحفاظ على الأرواح وتأمين الرغيف أولوية، على حساب التعليم، الأمر الذي ساهم بتسرّب الكثير من التلاميذ وتهديد أجيال من الأطفال العرب بخسارة مستقبلهم، هذا دون الحديث عن الأزمات النفسية التي تخلّفها الحرب وتداعياتها في نفوسهم. حتى عيد الأضحى الأخير حلّت فرحته ناقصة بعدما اضطر الأهل لتوفير نفقاته في سبيل تأمين الحد الأدنى مما يحتاجه أطفالهم للإقلاع ببداية العام المدرسي.
مشاكل العام كثيرة، تبدأ بالخدمات الهشّة في قطاع التعليم الرسمي ولا تنتهي بالمناهج المختلف عليها بين المناطق المشرذمة تحت حكم طاغية من هنا، أو مجموعة متطرّفة من هناك، أو احتلال يحاول سلخ الهوية الوطنية من ناحية ثالثة.
يفتح "العربي الجديد" ملف بدء العام الدراسي في البلدان العربية والمشاكل العديدة المرافقة له، ليبقى العلم بوابتنا الوحيدة في بلداننا المأزومة نحو خلاص ممكن.
(العربي الجديد)