فنان سوري شاب، عشق الوطن الأم سورية، ولذلك كانت في روحه ووجدانه وهو يضع ألحانه ويوزع موسيقاها، بل ويؤلف الكلمات ويتغنى بها وبجمالها وبعشقه لأرضها، ويظهر من خلال هذا كله لوعة الحنين والأمل بالعودة من المهجر لتحضنه الأرض التي نشأ وترعرع فيها وفوق أرضها.
ينحدر الفنان حارث المهيدي من مدينة دير الزور، ويعيش حالياً في باريس وما بينهما قصة ألم ومشوار حياة، يتحدث عنه المهيدي قائلاً: "أحببت العزف والغناء منذ صغري، ولكني بدأت في صغري فناناً على المسرح في سن الحادية عشرة، وبالتالي ولد حبي للموسيقى من حبي للمسرح".
ويتابع المهيدي: كنت "حريصا أن يكون العود الذي أعزف عليه ألحاني وشجوني معي في كل مكان، فكنت أذهب إلى بيوت أصدقائي وأقوم بالتلحين والغناء، وفي بعض الأحيان كنت أقدم أغاني عفوية دون ألحان يرددها المتظاهرون، وظلت هذه اللوحات الفنية تتردد على ألسنة الأطفال والكبار، ورغم نزوحي من سورية إلى تركيا أولا ثم وصولي باريس، وفقداني لآلة العود في بيت عائلتي بعد أن قامت إحدى الكتائب الإسلامية بتحطيمه، إلا أنني ما زلت أسير على الطريق نفسه، ما بين التلحين والعزف والغناء".
قدم المهيدي العديد من المقطوعات الموسيقية المعبرة ومنها ألبوم "عودة" الذي يضم سبع مقطوعات، وكل مقطوعة تحكي قصة حدثت معه أو عايشها، فهناك مقطوعة بعنوان" انتقام عطفة" وهي تحكي عن قصة مقتل الطفلتين لين وليلى عطفة، على أحد حواجز النظام ذبحاً بالسكاكين.
يأمل حارث، رغم الأوضاع الصعبة التي يعيشها كلاجئ، واضطراره إلى العمل في مهن بعيدة عن الفن أن يستمر في إنتاجه الفني وأن تعود لسورية أمجادها. وعن آخر نشاطاته الفنية يقول: "قدمت قبل حوالي شهر أمسية موسيقية على المسرح الكبير في غازي عينتاب لاقت إعجاب المهجرين والأتراك"، ويحلم بعودة قريبة إلى سورية والغناء للنصر والتحرير، ولكنه في الوقت نفسه يمتلك خوفاً من المستقبل بعد الأحداث التي مر بها على الصعيد الشخصي والعام.