بالتوازي مع تظاهرة "صفاقس عاصمةً للثقافة العربية" التي ستحتضنها ثاني كبريات المدن التونسية طيلة العام المقبل، اختارت "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت المفكّر التونسي هشام جعيّط (1935) "شخصية العام الثقافية" لعام 2016.
يندرج اختيار جعيّط، الذي بلغ الثمانين من عمره في السادس من الشهر الجاري، ضمن تقليد سنوي دأبت عليه المؤسّسة مع مطلع كل سنة جديدة؛ حيث تختار شخصية ثقافية مؤثّرة وتُصمّم طابعاً صغيراً يضمّ صورتها، يُنشر على الغلاف الخلفي لكلّ إصداراتها طيلة السنة.
أشارت المؤسّسة، في بيان، إلى أن اختيار الشخصية من تونس يتناغم مع احتضان أحد مدنها احتفالية "عاصمة الثقافة العربية"، مُضيفةً أن جعيّط يُعدّ "أحد رُوّاد النهضة الفكرية العربية في زماننا"، وأن المبادرة "اعتراف بإسهاماته كمؤرّخ، وإضافاته الفكرية والعلمية التي تخطّت التخوم التونسية نحو الضفاف العربية والعالمية".
يُعدّ التاريخ الإسلامي مجال الاشتغال الرئيسي لجعيّط الذي حصل على إجازة في هذا التخصّص سنة 1962 في تونس، قبل أن يحصل على الدكتوراه من "جامعة باريس" في 1981.
يتوزّع اشتغال جعيّط بين العمل الأكاديمي والبحثي؛ حيث عمل أستاذاً مشرفاً في جامعة تونس وأستاذاً زائراً في "جامعة مكغيل" في مونتريال و"جامعة بيركلي" في كاليفورنيا وفي "معهد فرنسا"، كما نشر العديد من الأعمال الإشكالية باللغتين العربية والفرنسية.
من مؤلفات جعيّط "الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي" و"أوروبا والإسلام.. صدام الثقافة والحداثة" و"الكوفة.. نشأة المدينة العربية الإسلامية" و"الفتنة.. جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر" و"أزمة الثقافة الإسلامية"، إضافة إلى كتابه "في السيرة النبوية" الذي صدر في ثلاثة أجزاء.
اقرأ أيضاً: مديونية فكرية