وخلال الأسابيع القليلة الماضية تجلى في الخطاب الإعلامي الروسي توجهه للتركيز على تصريحات لوبان حول نواياها جعل روسيا شريكاً تجارياً، وأن موسكو لا تشكل تهديداً لأوروبا، إلخ. قبل أن يتم الإعلان عن زيارتها إلى روسيا يوم غد الجمعة.
ورغم أن رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما (النواب) الروسي، ليونيد سلوتسكي، أوضح أن لوبان تزور موسكو بـ"دعوة شخصية" منه في إطار "التعاون الوطيد بين نواب الدوما والأوساط السياسية في الجمهورية الفرنسية"، إلا أن "العامل الروسي" يصبح له حضور متزايد في سباق الانتخابات الرئاسية في فرنسا، المقرر إجراء جولتها الأولى في 23 أبريل/نيسان المقبل والثانية في 7 مايو/أيار.
وفي هذا السياق، واجه فيون ضربة قوية بعد اتهامه بالتوسط لترتيب لقاء بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورجل الأعمال اللبناني، فؤاد مخزومي، وهو أمر نفاه الكرملين بشدة.
وكان مدير برنامج "السياسة الداخلية والمؤسسات السياسية الروسية" بمركز "كارنيغي" في موسكو، أندريه كوليسنيكوف، قد اعتبر في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد" أن "المعركة من أجل فرنسا" ستكون "أكبر الأحداث الروسية" في عام 2017، مشيرا إلى أن النخب الموالية لبوتين سترضى عن فوز فيون، بينما سيشكل فوز لوبان "ذروة للشعبوية اليمينية المتعاطفة مع النظام السلطوي الروسي".
إلا أن رئيسة قسم التحليل بمركز التكنولوجيا السياسية، تاتيانا ستانوفايا، فتحذر في مقال حول الانتخابات الفرنسية بصحيفة "ريبابليك" الإلكترونية من أن "القوى غير التقليدية والوطنية والمعادية للعولمة قد تنقلب تدريجياً على بوتين".
وتشير ستانوفايا إلى أن بوتين يريد أن يتصرف مثل الولايات المتحدة عن طريق نشر آليات القوة الناعمة في كل مكان، لكن دون الأخذ بعين الاعتبار أن "تصدير الديمقراطية" من قبل واشنطن كان يمس دائما دولاً ذات مؤسسات ضعيفة وأوضاع سياسية غير مستقرة تواجه أزمات حادة، بينما يحاول الرئيس الروسي التصرف بالطريقة الأميركية في بلدان تعتبر الضغط الخارجي بمثابة "تحد من بلد أضعف من حيث القيم والمؤسسات الأساسية".
وتختم المحللة السياسية الروسية مقالها، قائلة: "قد تصبح الطموحات الجديدة عبئاً جيوسياسياً لا تستطيع روسيا تحمله، مما يعرضها لخطر الانزلاق إلى عزلة أعمق لا علاقة لها بالقرم وأوكرانيا".