هيلموت شميت: من ضابط إلى مستشار لألمانيا

10 نوفمبر 2015
كُرّس شميت كرجل للمهمات الصعبة (Getty)
+ الخط -

تميزت حياة المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميت، والذي توفي اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز الـ96 عاماً، بالكثير من النجاحات السياسية. فقد ترك بصمته الواضحة في السياسة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، لما تمتع به من حنكة في التعامل مع الملفات الساخنة.

شميت، المولود عام 1918 في مدينة هامبورغ، التحق خلال الحرب العالمية الثانية بالخدمة العسكرية بصفة ضابط في الجيش، قبل أن يعود ويتابع دراسته في الاقتصاد في جامعة هامبورغ.

توجه بعدها للعمل السياسي بصفة عضو في الحزب "الاشتراكي الديمقراطي" وتتدرّج في السلم الوظيفي إلى مدير للقسم السياسي والاقتصادي في مصلحة الاقتصاد والتنمية في هامبورغ .

وفي عام 1961 شغل منصب سيناتور عن مدينته هامبورغ، ليعود ويصبح نائباً عن الحزب (الاشتراكي الديمقراطي) ويترأس في ما بعد كتلته البرلمانية خلال الفترة ما بين عام 1967 و1969.

وتبوأ بين عامي 1969 و1972 منصب وزير الدفاع، وعمل بين عامي 1974 و1982 كمستشار لألمانيا الغربية.

نجاحات سميث، وخبرته السياسية، سمحت له بتولي العديد من الوزارات، أهمها الدفاع بين عامي 1969 و1972 والاقتصاد والمال بين سنتي 1972 و1974 ، ولفترة وجيزة كان وزيراً للخارجية بين 17 سبتمبر/ أيلول من عام 1982 والأول من أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه.

عرف شميت بتأييده الوحدة الأوروبية، مشترطاً معرفة الأوروبيين كيفية بناء كيان متماسك يجعل أوروبا قوية وموحدة بالاعتماد على مبادئ استراتيجية ثلاثة؛ وهي المحافظة على تكامل الموقفين الألماني ـ الفرنسي باعتبار البلدين هما المحرك الفعلي للاتحاد، وتكامل المصالح الأوروبية لتشكيل قوّة حقيقية، وضرورة الوصول إلى مفهوم الدفاع الموحّد لهذا الاتحاد.

حفلت حياة المستشار شميت، أحد أوائل الموقعين على "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" في عام 1997، بالكثير من المحطات التي كرسته رجل المهمات الصعبة فكان أهلاً لها نظراً لما تمتع به من خبرات سياسية واقتصادية.

خبرته في مجال دراسة شؤون الدفاع واستراتيجيات التسليح أهّلته ليصبح من أهم النقاد السياسيين، ويضع عدداً من المؤلفات، فضلاً عن نشاطه في عدد من الجمعيات ورئاسته الفخرية للجمعية الألمانية البريطانية.

اقرأ أيضاً: 25 عاماً على الوحدة... أوروبا أصبحت ألمانيّة

دلالات