وقالت الوثيقة، التي تم تعميمها أمس على السفارات الإسرائيلية في مختلف أنحاء العالم، بحسب ما نشر موقع "هآرتس"، إن "تصريحات ترامب في هذا السياق تشير إلى أنه لا يملك سياسة واضحة المعالم ومحددة".
ووفقا للوثيقة الإسرائيلية فإن ترامب وفي سياق اهتمامه القليل بالمسائل الخارجية "لا يعتبر الاستثمار في مسائل الشرق الأوسط أمراً صحيحاً"، ويُتوقع أن "يسعى إلى تقليص الدور الأميركي في المنطقة، باستثناء استمرار التزامه بالحرب على داعش".
أما مساعي التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل، فهي لا تتصدر أولويات إدارة ترامب، ومن المتوقع أن يتأثر موقفه في هذا الشأن بمواقف الطاقم الخاص بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي يُنتظر أن يشكله ترامب، علما بأنه سبق له أن أعلن في تصريحات سابقة عن تأييده ودعمه الاستيطان الإسرائيلي، وعزمه على نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، مقابل تصريحات مناقضة أعلن فيها عزمه على التزام الحياد.
وتوصل فريق البحث المهني، في وزارة الخارجية الإسرائيلية، عند وضعه تصوراً عاماً لمجمل سياسة ترامب الخارجية المرتقبة، إلى أن "ترامب قد ينزع إلى العودة لسياسة العزلة التي سادت في الولايات المتحدة في بدايات القرن الماضي، وأنه سيحاول في مطلع ولايته اتخاذ مواقف وسياسات مخالفة لسياسات إدارة أوباما، ثم العودة إلى منطق إدارة القائل بأن الولايات المتحدة يجب أن تكون شرطي العالم".
ووفقا لتقديرات المستوى المهني في وزارة الخارجية الإسرائيلية فإن "ترامب سيعمل بموجب منطق الربح والخسارة، مع تغليب المصلحة الأميركية الفورية والمباشرة على كل اعتبار آخر"، لا سيما وأنه "أعرب عن مواقف مختلفة ومتناقضة من قضايا رئيسية، وبالتالي ليس واضحا ما إذا كانت هذه المواقف تعكس سياسته العملية، ووفق تقديراتنا فإن اطلاع ترامب الضعيف على المسائل العالمية سيتيح أهمية فعلية للطاقم الذي سيرافقه في البيت الأبيض وتأثيرا كبيرا على بلورة السياسة الأميركية".
وتحدد وثيقة الخارجية الإسرائيلية مع ذلك بعض النقاط التي تراها شبه أكيدة، مثل اعتبار ترامب روسيا شريكا محتملا لحوار استراتيجي في كل ما يتعلق بما يحدث في سورية، لا سيما وأن ترامب سبق له أن أعرب عن تأييده لبقاء نظام الأسد وتقليص المساعدات الأميركية للمعارضة السورية.
في المقابل، يعتبر ترامب، بحسب الوثيقة، الصين تهديدا للولايات المتحدة ويرغب في إظهار مواقف قوة أميركية متحدية لها، أما بالنسبة للملف الإيراني فتشير وثيقة الخارجية الإسرائيلية، إلى أنه، على الرغم من تصريحات ترامب المعارضة للاتفاق في بداية حملته الانتخابية، إلا أنه امتنع في أواخر أيام الحملة الانتخابية عن المطالبة والتصريح بإلغاء الاتفاق الدولي مع إيران.