وماذا بعد في مصر؟

30 ديسمبر 2016
+ الخط -
وماذا بعد؟ سؤال واضح وصريح من حق المواطن المصري البسيط أن يسأله مع بداية العام الجديد، خصوصاً بعد مرور ثلاث سنوات ونصف على النظام الحالي، وبعد أن شاهد المواطن أحلامه ووعود النظام تذهب أدراج الرياح وآماله، يبعثرها الهواء ما بين "بكره تشوفوا مصر" و"أنتم نور عينينا" و"تفويض القضاء على الإرهاب"... بعد كل هذه الوعود والأماني والحديث الرومانسي الذي مارسه النظام طوال ما يقرب من أربع سنوات من حق المواطن أن يسأل وماذا بعد؟
سياسياً، خلال الشهرين الماضيين، كان هناك الخبر الفضيحة أو فضيحة الخبر في الموافقة على قرارين متناقضين في جلسة واحدة لمجلس الأمن، والذي صار مدعاةً للسخرية والتهكم في وسائل الإعلام (غير المصرية طبعاً) والسوشيال ميديا والمنتديات الدبلوماسية، ثم كان القرار الأكثر جرماً بسحب قرار إدانة بناء المستوطنات على طلب تليفوني من نتنياهو، نقله الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، دونالد ترامب، بعد أن تأكد الجميع أن إدارة الرئيس باراك أوباما لن تستخدم حق النقض (الفيتو)، فكان لزاماً أن تسحب مصر مشروع القرار. بعد هذين الموقفين اللذين أضاعا كثيراً من هيبة مصر ومكانتها الدبلوماسية، ألا يحق للمواطن أن يسأل: وماذا بعد؟
يتزايد الخلاف السعودي المصري يوماً بعد يوم وأساسه أزمة جزيرتي تيران وصنافير، والتي أصبحت ورطة حقيقية للنظام، سواء حكمت المحكمة بمصرية الجزيرتين، فيقع في مشكلة مع الجانب السعودي، أو سعودية الجزيرتين، فتحدث أزمة شعبية داخلية، ومع الفشل المتكرّر في حل أزمة سد النهضة وبداية تأثر الأراضي المصرية بالجفاف... مع ذلك كله، يظل سؤال المواطن: وماذا بعد؟
اقتصادياً، بعد تغيير محافظ البنك المركزي أكثر من مرة وعوده بالمحافظة على سعر الجنيه، كان التعويم وتحريك العملات وإصدار السندات والشهادات، وأدى ذلك كلّه إلى ارتفاع جنوني في الأسعار، وأصبحت متطلبات المواطن اليومية مشكلة حقيقية، يعيشها كلّ ساعة ما بين أزمة وأخرى من رغيف خبز لأرز لسكر، ألا يحق لهذا المواطن أن يتساءل إلى متى؟ وماذا بعد؟
أمنياً، كان هناك وعد بالقضاء على الإرهاب خلال سنتين، ومضت السنتان وتلتهما سنتان، ومازال الإرهاب يطل بين فترة وأخرى، سواء في سيناء أو القاهرة، وعاد الوضع، كما كان تماماً، قبل يناير 2011 وما حادث الكنيسة البطرسية 2016 ببعيد عن كنيسة القديسين 2010 ولا وفاة خالد سعيد نوفمبر 2010 بغريب عن وفاة مجدي مكين نوفمبر 2016... وبعد عودة الأوضاع إلى ما كنّا عليه ألا يحق للمواطن أن يتساءل وماذا بعد؟
من حق المواطن المصري أن يسأل، ومن حقه كذلك أن يجد من يجيبه، خصوصاً وقد طُلب منه ألا يستمع إلى أيّ صوت سوى صوت النظام، فالنظام وحده هو من يعرف الحقيقة ويقولها، فما هي الحقيقة؟
فقط نريد أن نعرفها لنعرف، وماذا بعد؟
795B9830-8541-444B-B4A4-35AB0D11D51C
795B9830-8541-444B-B4A4-35AB0D11D51C
محمد لطفي (مصر)
محمد لطفي (مصر)