لم تكن ظروف أحمد محمد ياسين سهلة على الإطلاق. مرّت عليه أيامٌ صعبة قبل أن يصير لديه دكانٌ في مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت. ولد عام 1977، وعاش طفولته في المخيم. كان يعمل نجاراً قبل سفره إلى الدنمارك، حيث عانى من الإدمان على المخدرات.
يقول ياسين، إنه عمل في النجارة مدة ثماني سنوات. بدأ العمل حينَ كان في الرابعة عشرة من عمره. لم يتابع تعليمه في المدرسة بسبب الأحداث السياسية والأمنية التي كانت تمنعه من الذهاب إلى المدرسة. وحين بلغ التاسعة عشرة، عمل نادلاً في شركة طيران أفريقية في بيروت. بعدها، انتقل إلى العمل في الشحن، وسافر إلى الدنمارك بعدما تقدم بطلب لجوء وافقت عليه الحكومة.
يتابع، إنه عاش في معسكر مدة ثمانية أشهر، وكان الراتب الذي يحصل عليه ضئيلاً. يقول: "في معظم الأحيان، لم أكن أتمكن من شراء الدخان، لكن كان يجب أن أصبر حتى أحصل على الإقامة من أجل العمل". بعد نحو أكثر من ثمانية أشهر، لم يعد قادراً على الاحتمال. صار يلملم أعقاب السجائر من الشارع، قبل أن يبدأ في السرقة. يوضح أنه "في البداية، كنتُ أسرق الثياب وأبيعها في المحال وفي دائرة الهجرة".
يضيف، أنه في الدنمارك، تعرف على تاجر مخدرات لبناني الجنسية، فسكن في بيته في مقابل عمله معه في تجارة المخدرات، قبل أن يدمن بدوره عليها. من خلالها، صار يهرب من المشاعر السلبية التي تنتابه على حد قوله. مر بعض الوقت قبل أن يطرد إلى لبنان، حيث شعر أنه منبوذ بعدما لامه كثيرون، لأنه عمل في الخارج من دون إدخار المال. أيضاً، خاف الأهالي على أطفالهم، وخصوصاً بعدما عرفوا قصة إدمانه على المخدرات. يقول: "صرت أبقى في البيت، ليزيد إدماني على المخدرات. مع الوقت، لم أعد قادراً على تأمين ثمنها، وبدأت أشعر بالتعب والإرهاق. وبالإضافة إلى المخدرات، كنت مجبراً على تأمين ثمن السجائر والطعام. صرت أبحث عن وسائل أخرى لتأمين المال الذي أحتاجه. وبطبيعة الحال، صرت ألجأ إلى وسائل غير شرعية على غرار سرقة المال حتى أستطيع شراء المخدرات".
لم يستمر الأمر على هذا النحو طويلاً، يقول ياسين. "كان عليّ إنقاذ نفسي من الهلاك. أصررت على بدء حياة جديدة ونظيفة، واتخذت قرار العلاج بعدما فقدت الاحترام لنفسي وأحسست بالعجز. قصدت أحد المستشفيات من دون أن أتمكن من التخلص من الإدمان تماماً". بدا كأنه يضحك على نفسه. يأخذ جرعات من المخدرات في المستشفى من دون أن يراه أحد. أحياناً، يستيقظ ليجد نفسه في السجن، وأحياناً، يستيقظ ليجد نفسه على سرير المستشفى.
في مرحلة لاحقة، عرف أن بعض الأشخاص يهتمون بمساعدة المدمنين على المخدرات، وكان راغباً في العلاج والخلاص. يتابع، إنه ذهب إلى أحد المراكز التي تهتم بالأمر، لكنه لم يستطع التحمل، وكان جسده يطلب المخدرات، ما دفعه إلى الهرب. كان الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم. في النهاية، وجد نفسه وقد اضطر إلى التسول حتى يتمكن من شراء المخدرات. لم يكن الأمر سهلاً، أن يجلس على الطرقات ويطلب من الناس ما تيسر من مال.
بعدها، يقول ياسين إنه "سمع عن جمعية أم النور التي تهتم بعلاج المدمنين. ذهبت إليها وقاومت كثيراً حتى أشفى نهائياً من المخدرات، أقمتُ في الجمعية مدة شهرين، علماً أن بابها لم يكن يقفل، وكان يمكنني الهرب بسهولة. كثيراً ما كنت أشتاق إلى العودة إلى المخيم، وقد عشتُ صراعاً مع نفسي. كان علي اتخاذ القرار، إما أن أهرب أو أقاوم حتى أنتهي تماماً من الإدمان. بعد علاجي الذي دام شهرين، شعرت بالفرق، واستطعت العودة إلى حياتي العادية".
بعد سبعة أشهر، صار قادراً على الانخراط في المجتمع مجدداً، وشعر أنه يجب أن يعمل ويؤمّن مصروفه اليومي. استأجر محلاً صغيراً، وبدأ يبيع السكاكر للأولاد، ليتحول هذا المحل إلى مصدر رزقه. في الوقت نفسه، وبعد معاناة طويلة، قرر العمل على مساعدة الشباب المدمنين على المخدرات.
إقرأ أيضاً: أسلاك الموت في برج البراجنة
يقول ياسين، إنه عمل في النجارة مدة ثماني سنوات. بدأ العمل حينَ كان في الرابعة عشرة من عمره. لم يتابع تعليمه في المدرسة بسبب الأحداث السياسية والأمنية التي كانت تمنعه من الذهاب إلى المدرسة. وحين بلغ التاسعة عشرة، عمل نادلاً في شركة طيران أفريقية في بيروت. بعدها، انتقل إلى العمل في الشحن، وسافر إلى الدنمارك بعدما تقدم بطلب لجوء وافقت عليه الحكومة.
يتابع، إنه عاش في معسكر مدة ثمانية أشهر، وكان الراتب الذي يحصل عليه ضئيلاً. يقول: "في معظم الأحيان، لم أكن أتمكن من شراء الدخان، لكن كان يجب أن أصبر حتى أحصل على الإقامة من أجل العمل". بعد نحو أكثر من ثمانية أشهر، لم يعد قادراً على الاحتمال. صار يلملم أعقاب السجائر من الشارع، قبل أن يبدأ في السرقة. يوضح أنه "في البداية، كنتُ أسرق الثياب وأبيعها في المحال وفي دائرة الهجرة".
يضيف، أنه في الدنمارك، تعرف على تاجر مخدرات لبناني الجنسية، فسكن في بيته في مقابل عمله معه في تجارة المخدرات، قبل أن يدمن بدوره عليها. من خلالها، صار يهرب من المشاعر السلبية التي تنتابه على حد قوله. مر بعض الوقت قبل أن يطرد إلى لبنان، حيث شعر أنه منبوذ بعدما لامه كثيرون، لأنه عمل في الخارج من دون إدخار المال. أيضاً، خاف الأهالي على أطفالهم، وخصوصاً بعدما عرفوا قصة إدمانه على المخدرات. يقول: "صرت أبقى في البيت، ليزيد إدماني على المخدرات. مع الوقت، لم أعد قادراً على تأمين ثمنها، وبدأت أشعر بالتعب والإرهاق. وبالإضافة إلى المخدرات، كنت مجبراً على تأمين ثمن السجائر والطعام. صرت أبحث عن وسائل أخرى لتأمين المال الذي أحتاجه. وبطبيعة الحال، صرت ألجأ إلى وسائل غير شرعية على غرار سرقة المال حتى أستطيع شراء المخدرات".
لم يستمر الأمر على هذا النحو طويلاً، يقول ياسين. "كان عليّ إنقاذ نفسي من الهلاك. أصررت على بدء حياة جديدة ونظيفة، واتخذت قرار العلاج بعدما فقدت الاحترام لنفسي وأحسست بالعجز. قصدت أحد المستشفيات من دون أن أتمكن من التخلص من الإدمان تماماً". بدا كأنه يضحك على نفسه. يأخذ جرعات من المخدرات في المستشفى من دون أن يراه أحد. أحياناً، يستيقظ ليجد نفسه في السجن، وأحياناً، يستيقظ ليجد نفسه على سرير المستشفى.
في مرحلة لاحقة، عرف أن بعض الأشخاص يهتمون بمساعدة المدمنين على المخدرات، وكان راغباً في العلاج والخلاص. يتابع، إنه ذهب إلى أحد المراكز التي تهتم بالأمر، لكنه لم يستطع التحمل، وكان جسده يطلب المخدرات، ما دفعه إلى الهرب. كان الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم. في النهاية، وجد نفسه وقد اضطر إلى التسول حتى يتمكن من شراء المخدرات. لم يكن الأمر سهلاً، أن يجلس على الطرقات ويطلب من الناس ما تيسر من مال.
بعدها، يقول ياسين إنه "سمع عن جمعية أم النور التي تهتم بعلاج المدمنين. ذهبت إليها وقاومت كثيراً حتى أشفى نهائياً من المخدرات، أقمتُ في الجمعية مدة شهرين، علماً أن بابها لم يكن يقفل، وكان يمكنني الهرب بسهولة. كثيراً ما كنت أشتاق إلى العودة إلى المخيم، وقد عشتُ صراعاً مع نفسي. كان علي اتخاذ القرار، إما أن أهرب أو أقاوم حتى أنتهي تماماً من الإدمان. بعد علاجي الذي دام شهرين، شعرت بالفرق، واستطعت العودة إلى حياتي العادية".
بعد سبعة أشهر، صار قادراً على الانخراط في المجتمع مجدداً، وشعر أنه يجب أن يعمل ويؤمّن مصروفه اليومي. استأجر محلاً صغيراً، وبدأ يبيع السكاكر للأولاد، ليتحول هذا المحل إلى مصدر رزقه. في الوقت نفسه، وبعد معاناة طويلة، قرر العمل على مساعدة الشباب المدمنين على المخدرات.
إقرأ أيضاً: أسلاك الموت في برج البراجنة