عكس ما كان متوقعاً بعد التوقيع على الاتفاق النووي شهر يوليو/ تموز الماضي، يبدو أن الخلافات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران آخذة في التصاعد، لا سيما في ما يخص مجموعة كبيرة من الملفات المرتبطة بمنطقة الشرق الأوسط، والشؤون السياسية الداخلية لإيران، حسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين.
الصحيفة الأميركية ذكرت أن إيران قامت خلال الثلاثة أيام الماضية بإجراء اختبارات عسكرية على صاروخ "باليستي"، وأعلنت عن إدانة الصحافي الأميركي جايسون رضيان، وهو ما عزز المخاوف من كون الاتفاق خوّل طهران الذهاب أبعد في تنفيذ أجندة معادية للولايات المتحدة الأميركية.
كما ذكرت الصحيفة أن حلفاء واشنطن بالشرق الأوسط، لاسيما إسرائيل والمملكة العربية السعودية، لديهم مخاوف من إمكانية استغلال إيران للغطاء الدبلوماسي الذي يخوله الاتفاق النووي، وكذلك رفع الحظر عن عشرات مليارات الدولارات من عوائد بيع النفط المجمدة، من أجل تعزيز تموقعها الإقليمي، وتقديم دعم أكبر لحلفائها.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران قامت الشهر المنصرم بإطلاق عملية مشتركة مع روسيا داخل الأراضي السورية، وذلك لتقديم الدعم لنظام بشار الأسد.
كما ذكرت الصحيفة أن إيران واصلت إرسال الأسلحة والمال للمليشيات الحوثية باليمن، مشيرة إلى أن المخاوف تتزايد بواشنطن وأوروبا من أن تؤدي تطورات الأوضاع بسورية واليمن إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.
في المقابل، أبرزت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يمكن ألا تنجح في تنفيذ الاتفاق النووي في ظل هذه الاضطرابات، وفق تأكيدات لمسؤولين أميركيين سابقين على اطلاع بالملف الإيراني.
"توجد مخاطر بأن تتسبب الملفات غير النووية في إسقاط الاتفاق بأكمله"، كما جاء في تصريح أدلى به للصحيفة ريتشارد نيفيو، الذي كان ضمن كبار المفاوضين مع إيران حتى حدود العام 2014، "المؤشرات جد سيئة".
كما لفت المقال إلى أن عدداً من المسؤولين الأميركيين والعرب يعتقدون أن إيران وروسيا خططتا لتنفيذ خطة مشتركة لدعم نظام بشار الأسد، وتم ذلك قبل التوقيع على الاتفاق النووي بالنمسا.
وأضاف أنه بعد مرور 10 أيام على التوقيع على اتفاف فيينا، انتبهت الولايات المتحدة الأميركية إلى توجه قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، إلى العاصمة الروسية لعقد لقاءات مع مسؤولين روس، في خرق لحظر سفر أممي مفروض عليه. وحسب نفس المسؤولين فإن التخطيط للعمليات العسكرية الروسية الإيرانية بسورية، تم خلال تلك الاجتماعات، وربما خلال اجتماعات أخرى سابقة.
اقرأ أيضاً: إيران تتوقع تطبيق اتفاقها النووي الإثنين المقبل