ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن 53 فلسطينيّاً كانوا ضحايا أعمال عنف ارتكبها مستوطنون، في الفترة ما بين يناير/ كانون الثاني وأغسطس/ آب من العام الجاري.
وقال مسؤول برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، عايد أبو قطيش، في تصريحه، إن "دعوة المسؤولين الإسرائيليين للمستوطنين إلى حمل السلاح الذي ترخصه حكومتهم وتشجيعهم على ذلك، إضافة إلى تسهيل قواعد إطلاق الرصاص الحي، عدا عن تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب لدى جنود الاحتلال، كل ذلك سهل وساهم إلحاق أكبر الضرر بالمدنيين الفلسطينيين، خصوصاً الأطفال".
أقرأ أيضاً: الانتفاضة تستنزف قوات الاحتلال وتضطره لاستدعاء الاحتياط
وتطرقت الحركة العالمية إلى قتل جنود الاحتلال للطفل عبد الرحمن عبيدالله (13 عاماً) قرب مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين في مدينة بيت لحم إلى الجنوب من الضفة الغربية، بعد إطلاق الرصاص الحي عليه، في الخامس من الشهر الجاري، حيث أصيب برصاصة اخترقت صدره.
ولفتت إلى أن الطفل عبيدالله قتل بينما كان يبعد حوالي 70 متراً عن المواجهات التي كانت تدور بين الشبان وجنود الاحتلال قرب المخيم، ووفقاً لشهود عيان فإن عبيدالله لم يكن مشاركاً في تلك المواجهات.
وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أجرى تحقيقاً في حادثة الطفل عبيدالله، وأنه تبين من خلال التحقيق أن القناص الذي أطلق الرصاص من بندقية روجر أخطأ الهدف، وفقاً لموقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.
اقرأ أيضاً: تشييع جثماني الشهيدين الجعبري والجندي في الخليل
وفي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تعرض الأطفال الفلسطينيون في السنوات الأخيرة لمستويات كبيرة من العنف الذي يمارسه جنود الاحتلال والمستوطنون، فمنذ بداية عام 2014 قتل 16 طفلاً فلسطينياً على يد قوات الاحتلال، 15 منهم بالرصاص الحي، علماً أن أيّاً من هؤلاء الأطفال لم يشكل تهديداً مباشراً لحياة الضباط أو الجنود الذين أطلقوا النار صوبهم.
وفي هذا السياق، قالت الحركة العالمية، في بيانها، إن "عدم قيام سلطات الاحتلال بالتحقيق مع الجنود مطلقي النار بشكل جدي، وتعزيز ثقافة الإفلات من العقاب لديهم يعتبر موافقة ضمنية على إلحاق أكبر الضرر بالمستهدفين من المدنيين الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال".
كما تحدثت الحركة العالمية أنه في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي غيرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قواعد إطلاق النار، بحيث سمحت لقواتها بإطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين في القدس عندما يكون هناك تهديد للحياة، وسابقاً كانت تسمح اللوائح بإطلاق الذخيرة الحية عندما يكون هناك تهديد مميت مباشر لحياة ضابط الشرطة أو الجندي فقط، لافتة إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن قرارات عدة اتخذها المسؤولون الإسرائيليون بحق راشقي الحجارة، مثل تشديد الأحكام عليهم، وفرض غرامات مالية باهظة على ذويهم.