أظهر تقرير صادر عن شبكة المعلومات الائتمانية الكويتية، حصلت "العربي الجديد" عليه، أن الكويتيين أنفقوا نحو 7.5 مليارات دولار خلال شهر ونصف الشهر على السياحة الداخلية والخارجية.
وأشار التقرير إلى أن السياحة الخارجية استحوذت على نحو 80 في المائة من إجمالي الإنفاق خلال الفترة من أول يوليو/تموز حتى منتصف أغسطس/ آب الجاري، أي بمعدل 6 مليارات دولار، فيما جرى إنفاق 1.5 مليار دولار على السياحة الداخلية خلال هذه الفترة.
ولفت إلى أن أبرز الوجهات التي سافر إليها الكويتيون تتمثل في تركيا والبوسنة ولبنان ودبي ومصر، حيث تركز غالبية الإنفاق، فيما جاء الإنفاق الداخلي من خلال ارتفاع إشغالات الفنادق المطلة على الخليج، إذ قفز حجم الإشغال بنسبة 55 في المائة.
ووفق التقرير فإن نحو 70 في المائة من الإنفاق الخارجي على السياحة جاء من خلال البطاقات الائتمانية "ماستر كارد" و"فيزا"، حيث تم سحب نحو 4.2 مليارات دولار من خلال هذه البطاقات خارج الكويت، فيما كان الإنفاق داخل الدولة من خلال البطاقات المصرفية التقليدية.
وقال الخبير السياحي خالد الملا لـ"العربي الجديد" إن قطاع السياحة بالكويت غير مستقر، نظراً لنقله من وزارة إلى أخرى خلال السنوات الماضية، وهو ما يظهر مدى إهمال الحكومة لهذا القطاع الحيوي على مدى السنوات السابقة، ما دفع المواطنين إلى السفر خارج البلاد والبحث عن سبل ترفيهية غير موجودة بالدولة.
وأضاف الملا: "الكويت تعتبر دولة نفطية ولا تعتبر السياحة من أولوياتها، وأعتقد أن الوقت قد حان لإعادة رسم الأولويات الحكومية، لاسيما في ظل انخفاض أسعار النفط واضطراب الأوضاع السياسية في المنطقة، لذلك أرى أن السياحة التي تعد أحد أهم مصادر الدخل القومي في بعض الدول الأخرى، يمكنها أن تنشط ما لا يقل عن 30 قطاعاً اقتصادياً في الكويت، ويمكن أن تقود هذه القطاعات بكل فاعلية وتصبح من روافد الاقتصاد المحلي".
من جانبها، قالت الخبيرة السياحية نبيلة العنجري لـ"العربي الجديد" إنه لا بد من إنشاء هيئة سياحية عليا على غرار الهيئات الموجودة في كل دول العالم المتطور، مشيرة إلى أن الكويت تتمتع بقدر كبير من الانفتاح الدولي وتنافسية الأسعار، لاسيما أن لديها العديد من المقومات التي يمكنها أن تساهم في تعزيز آليات القطاع السياحي. وأضافت أن أشهر ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط ومارس/ آذار وإبريل/ نيسان تعد أشهر مناسبة لترويج السياحة في الدولة.
كان مسؤول حكومي قد كشف في تصريح لـ"العربي الجديد" في يوليو/ تموز الماضي عن اعتماد مجلس الوزراء خطة اقتصادية جديدة يمتد تنفيذها حتى عام 2025، تستهدف تخفيض اعتماد الاقتصاد على النفط وإدخال قطاعات جديدة للاعتماد عليها كمورد إضافي للبلاد، بدلاً من الارتهان لعائدات النفط كمورد وحيد.
وقال المسؤول إنه تم رصد ميزانية ضخمة لتنفيذ هذه الخطة تقدر بنحو 25 مليار دولار، مضيفاً أن الخطة ستشهد تنشيط القطاع السياحي، من خلال رصد ميزانية سياحية تقدر بنحو 5 مليارات دولار، عبر تنفيذ مشروعات جديدة تستقطب الإنفاق السياحي للمواطنين.