إن ااتفاقية سايكس بيكو جزأت المنطقة الجغرافية إلى أقاليم سياسية، بينما يقسم مشروع الشرق الأوسط الجديد الإقليم السياسي إلى مقاطعات، بلا سلطة مركزية قوية، كما في العراق حالياً بالتعاون مع إيران في تنفيذ هذا المشروع.
تحمي السعودية الحوار الوطني الذي توصل إليه اليمنيون على طاولة الحوار قبل أن ينقلب عليه الحوثيون بدعم من صالح وبرعاية إيرانية، من أجل تطبيق مخرجات الحوار التي توصلت إلى اتحاد فيدرالي.
أصبحت واشنطن وطهران محل تركيز الغضب والقلق العربيين، ولن يثق العرب في أي اتفاقات، أو في أي ضمانات، وهذه بمثابة صحوة عربية، خصوصا مع الكارثة الحادثة في سورية، بعدما تخلى أوباما عن خطوطه الحمراء.
لم يتبق لدى دول الخليج سوى اللجوء إلى إعادة إنتاج توازنات إقليمية جديدة، من أجل مواجهة التهديد الاستراتيجي الحقيقي في المنطقة التي تقوده إيران عبر وكلائها.
لجأ أوباما إلى استخدام خطط جديدة، يسعى فيها إلى استرضاء دول الخليج بدرع صاروخية لحماية المنطقة من إيران، من أجل تهدئة مخاوف دول الخليج من أي اتفاق نووي مع طهران.
ستلعب الدول في عاصفة الحزم في القوة العربية المشتركة، بما لها من وزن سياسي وعسكري، وأنه من الممكن أن تتسع هذه الدائرة في المستقبل، حتى تساهم في تحقيق ثقل للعالم العربي في المجتمع الدولي.
يمكن القول إنه بدأ، مع عاصفة الحزم التي تقودها السعودية، مسار سياسي عربي وإقليمي وإسلامي بالتشكل، يصعب رسم صورته النهائية حالياً، أو التكهن بحجم هذه التحالفات التي يمكن أن ترسو عليها.
تثبت السعودية أنها التي تملك قرار زمن الحسم، ويمكن أن تجعل كل من انتقدها يحترم مواقفها الحاسمة في الزمن والظرف الصعب، وهي تدافع عن حلفائها، وعن أمنها، وستوقف توسع إيران وغطرستها، وحديثها عن توسع امبراطوريتها "الفارسية" التي عاصمتها بغداد.