هذا مقتدى الصدر قد خرج في العراق متحدّياً نفوذ طهران، ويخوض معركة تحجيم التيارات الشيعية وشقّ صفوفها، إلى درجة أنّ بعضهم يتخوف من أن تتدهور الأمور وتنزلق نحو مواجهة شيعية - شيعية. ومن شأن هذا الاحتمال الخطير أن يشكل انتكاسة كبرى لإيران.
أركان الطبقة السياسية في لبنان متفقون عمليا على كل شيء تقريبا ويتظاهرون في الاختلاف على أمور عديدة! تماما كما يحصل من حيث القدرة على إبقاء سيطرتهم على التركيبة الاجتماعية والعلاقات والحفاظ على الموروثات، وعلى حركة حرية الأفراد وخياراتهم الشخصية
سلطة فاشلة غير مسبوقة لم يعرف لبنان مثلها في تاريخه. فاشلة على الصعد كافة، حتى في تأمين الخبز والدواء وقريبا الماء والهواء! الشلل عام والفوضى معمّمة تطاول مختلف القطاعات، وكلٌّ يغني على ليلاه،
وافق لبنان قبل سنتين على إطلاق مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية وبرعاية الأمم المتحدة، في منطقة الناقورة الجنوبية داخل الأراضي اللبنانية. وقد تحاشت الحكومة اللبنانية أن يضم الوفد أي مسؤول سياسي.
الفوز الذي حققته لوائح "ثوار 17 أكتوبر" في الانتخابات اللبنانية إنجاز معتبر، يساهم في إعطاء أمل للبنانيين الذين كفروا بالسلطة الفاسدة والفاشلة والمافيوزية التي تتحكم بهم وأعاد لهم نوعا من الثقة بإمكانية التخلص من بعض الوجوه الكالحة والمتسلقة.
الوقائع والأرقام التي أفرزتها نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية جعلت الرئيس ماكرون أسيرا ومحاصرا من اليمين المتطرّف، ومضطرّا للتفاوض، وإيجاد صيغة تعاون مع اليسار الذي يدير لعبته ميلانشون، خصوصا وأن تياره معرّض لهزيمة في الانتخابات النيابية المقبلة.
أدت الحرب التي أشعلها الرئيس الروسي بوتين في قلب أوروبا إلى خلط الأوراق وفرضت إعادة النظر في الحسابات والأولويات على الصعيد الدولي. وقد تمكّن بوتين من فرض نفسه رجل حرب. وهكذا تشتدّ المناورات والكباش الروسي - الأميركي على رقعة الشطرنج الأوروبية.
من أوروبا إلى آسيا وأفريقيا، أصبح الرئيس الروسي، بوتين، سيد المسرح، وصاحب صورة الزعيم الذي لا يقهر، إلى درجة أنّ الغرور دفع به إلى الكشف عن وجهه الحقيقي، والتمثل بالزعيم السوفييتي الديكتاتور جوزيف ستالين، وإذ به يقع في الحفرة - الفخ أوكرانيا.
ما زال حزب الله قادرا في لبنان على إقناع الجمهور بـ"شعار المقاومة"، ولم يرد أن يسلم بأنه تحوّل إلى شرطي النظام واحتياطي له، قامع للحريات ولتطلعات الشباب وطموحاتهم، إلى أن أصبحت مجموعات كثيرة تكونت في ثورة 17 أكتوبر ترفع شعار التخلص من سلاح حزب الله.
ساق الرئيس الروسي، بوتين، حجته لاجتياح أوكرانيا بأنها من أجل تطهير الحكم ممن أسماهم، في خطابه عشية الغزو، "النازيين الجدد ومدمني المخدرات". وفي أوروبا، تبنّت تنظيمات يمينية عديدة، قومية وعنصرية ويسارية متطرفة، هذه الكذبة وهلّلت للغزو الروسي.