على العرب أن يعرفوا أن بداية الرقص الروسي حنجلة، وأن موسكو لم تعد كما كانت سابقاً، والعرب لم يعودوا أنفسهم، فالدبلوماسية العربية بدأت تشق النور بنفسها وتفرض قوتها، من دون الاهتمام للفيتو الروسي.
الموقف الروسي بدأ يتغير تدريجياً، على الرغم من شكل الخطاب السياسي والدبلوماسي، والظروف التي تحيط به، لان الواقع الميداني هو من الذي فرض إعادة القراءة الجديدة لبناء هذه التفاهمات.
الغرب اليوم يهتم بكل ما يكتب ويدون عن المشكلات الإنسانية، لأنه يريد أن يعرف ماذا يحصل، وبالتالي، الرأي العام الأميركي والحزب الحاكم يهتمون بالقضايا الإنسانية والاجتماعية والديمقراطية وحقوق الأقليات، وهذه المشكلات تفرض على السياسة الأميركية دوما التحرك.
كانت الرسالة العربية للروس واضحة "بإمكانكم الوقوف ضدنا في مجلس الأمن، ورفع إشارة النصر باستخدام الفيتو، لكن المواجهة ستكون مفتوحة ومشروعة معكم بكل الوسائل"، وهذا الرد القاسي وضع الروس في مأزق.
يسيطر الخطاب الديني على الساسة الروس الذين يقدمون أنفسهم حماة للمذهب الأرثوذكسي في العالم، وربما يحاولون إحياء مفاهيم القياصرة وأحلامهم بالوصول للمياه الدافئة من خلال الطائفة الأرثوذكسية في الشرق والبلقان.
المعركة التي فتحت ضد الحوثيين لن تنتهي أبدا إلا بدفع الحوثي إلى الجلوس على طاولة الحوار، من دون شروط، والعمل بالمبادرة الخليجية، وترتيب البيت اليمني، ضمن إعادة الشرعية إلى البلاد.
التحالف العربي ليس قوة احتلال، بل قوة مساعدة، طلبها رئيس الدولة المنتخب، والجميع يعرف معنى هذا في القانون الدولي. ليس الشعب اليمني معادياً للقوات العربية التي تساعده ضد ظلم الديكتاتور وسطوة العصابة.
دفعت عاصفة الحزم، التي قادها العرب، بمفردهم، من دون طلب المساعدة من أحد، إلى تشكيل تحالف عربي جديد، وتحالف سني جديد، فالعرب قالوا كلمتهم في بداية المعركة، الجميع في الصف الأول، ولا يوجد صف ثان.
هل سيبقى الموقف الروسي الداعي إلى وقف العمليات العسكرية، والعودة إلى المفاوضات في اليمن، متمسكاً بتلابيبه، من دون التصعيد مع السعودية، على الأقل في المستقبل المنظور. مع العلم أن الحرب الإعلامية والدبلوماسية بين موسكو والرياض بدأت تتطور تدريجياً.