منذ بدأ انتشار وباء كورونا المستجد في الجزائر، كان واضحاً أنَّ الدورة الخامسة والعشرين من "معرض الجزائر الدولي للكتاب"، الذي يُقام بين تشرين الأوّل/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر من كلّ عام، ستشهد تأجيلاً أو إلغاءً، أو ستُقام، في أحسن الأحوال، بشكل افتراضي.
في آب/ أغسطس الماضي، تحدّثت وزارة الثقافة الجزائرية عن توُّجهها إلى إقامة نسخة افتراضية من المعرض؛ حيث قال مدير دائرة الكتاب في الوزارة حينها، جمال فوغالي، إنّ "القرار اتُّخذ" بعد مشاوراتٍ جمعت ناشرين جزائريّين ومسؤولين في وزارة الثقافة. الله
لم يُقَم المعرض الافتراضي المفترَض رغم مرور قرابة ثلاثة أشهر على تصريحات فوغالي الذي جرت تنحيته من منصبه قبل أسابيع قليلة، وتعيين الكاتب إسماعيل يبرير خلفاً له.
ويبدو أنَّ غياب "معرض الجزائر الدولي للكتاب"، واقعياً وافتراضياً، فتح الباب لبعض المبادرات المستقلّة في هذا المجال؛ حيث أطلقت دار "الجزائر تقرأ"، في الرابع من الشهر الجاري، معرضاً افتراضياً للكتاب، يقترح عناوين لقرابة ثمانين دار نشر جزائرية وأجنبية.
وفي إطار التظاهرة الافتراضية المتواصلة حتى بعد غدٍ الخميس، تعرض الدار، التي تأسّست عام 2016، عناوين في مجالاتٍ مختلفة، بالعربية والفرنسية والإنكليزية، عبر منصّاتها الإلكترونية.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول مدير "الجزائر تقرأ"، قادة الزاوي، إنَّ فكرة المعرض أتت في ظلّ غياب "معرض الجزائر الدولي للكتاب"، مضيفاً: "استفدنا من تجربة قمنا بها العام الماضي خلال معرض الكتاب، تتمثّل في بيع الكتب عبر منصّة افتراضية، وقد نجحت الفكرة، خصوصاً أنَّ الكثير من القرّاء لا يتمكّنون من التنقُّل إلى الجزائر العاصمة لحضور المعرض. طوّرنا الفكرة هذا العام؛ حيثُ بات بمقدور أيّ قارئ اقتناء كتب واستلامها أينما كان داخل الجزائر".
لكن، ما هي الإضافة التي تجعل من هذا النشاط معرضاً افتراضياً للكتاب وليس مجرّد منصّة إلكترونية لبيع الكتب؟ يجيب الزاوي عن سؤال "العربي الجديد" بالقول إنَّ موقع "الجزائر تقرأ" الإلكتروني كان مخصّصاً فقط لكتب الدار، بينما جرى الاتفاق، في إطار المعرض، مع عدّة ناشرين وموزّعين وممثّلين لدور نشر أجنبية لعرض كتبهم، مشيراً إلى أنّ التظاهرة تشهد أيضاً تخفيضات على الكتب، مضيفاً: "فكّرنا في إقامة برنامج ثقافي موازٍ. لكن ضيق الوقت حال دون ذلك. غير أنّنا سنستدرك ذلك في الدورات المقبلة".
وحول التفاعُل الذي حقّقته التظاهرة، يقول الزاوي إنَّها استقطبت قرابة مئتي ألف زائر خلال ستّة أيام، مضيفاً أنَّ الهدف من التظاهرة هو جعل التكنولوجيا في خدمة الصناعة الثقافية.