"معرض الكتاب المستعمل": استئناف بعد كورونا
بعد توقّفه خلال العامين الماضيين بسبب التقييدات التي فرضها انتشار فيروس "كوفيد – 19" في المغرب، عاد "المعرض الجهوي للكتاب المستعمل" في الرباط بداية شهر رمضان، حيث يتواصل حتى عيد الفطر، مثل ما جرت العادة في سنوات سابقة.
التظاهرة تنظّمها "الجمعية الجهوية للكتبيين" لجهة الرباط سلا القنيطرة في شارع محمد الخامس، الذي يقع في المدينة العتيقة ويحتوي مكتبات عديدة بعضها تأسّس فبل أكثر ستّة عقود، وتتنوّع الإصدارات في مختلف مجالات المعرفة والإبداع.
في الدورة الحادية والعشرين من المعرض، يحافظ الناشرون وأصحاب المكتبات المشاركون على تقديم الكتاب بأسعار رمزية، تتراوح عادة ما بين 10 دراهم و50 درهماً للعنوان الواحد (ما بين دولار واحد إلى 5 دولارات)، بهدف التحفيز على القراءة.
عودة المعرض المتخصّص في الكتب المستعملة تشكّل فاتحة لتنظيم معارض كتب محلية ودولية أخرى في جميع أنحاء البلاد، وفي مقدّمتها انطلاق الدورة السابعة والعشرين من "المعرض الدولي للنشر والكتاب" في العاصمة المغربية في الثاني من الشهر المقبل، والتي غابت أيضاً خلال عامي 2020 و2021.
عودة المعرض تشكّل فاتحة لتنظيم معارض كتب محلية ودولية أخرى في جميع أنحاء البلاد،
في تصريحات صحافية، أشار رئيس "الجمعية الجهوية للكتبيين" لجهة الرباط سلا القنيطرة، علي بنعلي، إلى إن المعرض صار عرفاً سنوياً تقليدياً، مضيفا أن الهدف من إقامته يتمثل في "الترويج لثقافة القراءة في صفوف الشباب".
لم يغفل بنعلي في حديثه الإشارة إلى أزمة النشر التي يعاني منها المغرب منذ بدء الجائحة وعزوف فئات عديدة عن اقتناء الكتب، موضحاً تراجع أعداد زوار المعرض قياساً بسنوات سابقة شهدت إقبالاً أكبر.
ونبّه إلى ضرورة أن تكثف المؤسسة الثقافية الرسمية تنظيم معارض الكتب المحلية التي يمكن أن تستقطب الجمهور مع تقديم حسومات كبيرة على الكتب، وإقامة أنشطة ثقافية متنوعة من ندوات ومحاضرات وحفلات توقيع الكتاب بالتعاون مع مؤسسات تعليمية وثقافية.
يُذكر أن المعرض يتضمّن مؤلّفات ومجلات ودوريات باللغات العربية والفرنسية والإسبانية، يشكل العديد منها مراجع أساسية لطلبة الجامعات والباحثين بشكل خاص، إلى جانب العديد من العناوين النادرة لكتب لم يُعَد طبعها حديثاً.