حازم المستكاوي.. تنويعات على تاريخ الكتابة

19 أكتوبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

يقارب الفنان المصري حازم المستكاوي (1965) في أعماله التركيبية تاريخ الكتابة من خلال توظيفه الخط العربي ومجسّمات معمارية ضمن رؤية مفاهيمية تُعاين تفاطعات الفن مع التحولات السياسية والاجتماعية، وقدرته على التعبير عنها.

ويستخدم في تقديم رؤيته خامات متعدّدة مثل البرونز والحديد والغرانيت بالإضافة إلى الورق والكرتون والغِراء، في بناء تكويناته التي تعتمد الاختزال في أقلّ عدد من العناصر الفنية، حيث العلامات والرموز بإحالاتها التاريخية والميثولوجية ترتبط بقضايا وظواهر راهنة.

حتى السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، يتواصل معرض المستكاوي الجديد تحت عنوان "وحدات أنيقة" في "غاليري بيكاسو إيست" بالقاهرة، والذي افتتح مساء أول أمس الأحد، ويضمّ أعمالاً تمثّل امتداداً لتجربته التي تمزج بين العمارة والتصميم والنحت.

(من المعرض)
(من المعرض)

يعيد الفنان تدوير الحروف والأرقام في أشكال نحتية ضمن معالجة تعتمد على التعامل بالضوء والظل، ومع الكتلة والفراغ المحيط، بتقنيات متعارف عليها، مستخدماً القوى المتناظرة للإمكانات الهندسة والعضوية التي يسعى إلى التحرّر من قواعدها وأسسها.

ويوضّح بيان المنظّمين أن "أعمال المستكاوي قد استوعبت كلّاً من الفن والتصميم والعمارة منذ المصريين القدماء ومروراً بالفنون الإسلامية وصولاً لفلسفات الفن المعاصرة"، في إشارة إلى بحثه وتجريبه الدائميْن اللذين قاداه إلى استخدام خامة طبيعية وطيعة وقابلة للتشكيل وخفيفة الوزن، متمثّلة بالكرتون والورق المقوّى والأوراق المدارة التي تحتاج إلى تقنية بنائية معقّدة بعض الشيء وإلى وقت طويل للإنتاج، من أجل تقديم عمل فني متماسك وقوي التركيب وخفيف الوزن وقابل للفكّ والتركيب والشحن، ويمكن عرضه في صيَغ وأشكال متعدّدة.

(من المعرض)
(من المعرض)

يلفت المستكاوي إلى أن أعماله تستند إلى "العلاقة أو المساحة الكائنة بين الفن والعمارة والتصميم، فلكلّ منها أبجدية ولغة ولكن ثمة قواسم مشتركة أو مساحات تلاقٍ بينها، وهي العناصر أو القيم الفنية التي أعيدت صياغتها أو ترجمتها لتتحول إلى حروف وعلامات وإشارات ودلالات أنتج منها أبجديته الخاصة".

يحوّل الفنان الوحدات الهندسية الأساسية كالمربّع والمثلّث والدائرة إلى أدوات وعناصر بصرية تُنشئ وتشكّل وتصيغ هذه الأبجدية التي استخدمها لإخراج وإنتاج العمل الفني. ويضاف إلى هذا البحث البصري، أو عملية إنشاء الأبجدية البصرية الخاصة بأعماله الفنية، بحثٌ آخر لا يقلّ أهمية، ألا وهو البحث التاريخي في الفنون والثقافات الإنسانية التي أبدعت وأنتجت فنوناً تعاملت أو تناولت مثل هذه الأفكار واللغات الهندسية، بحسب تعبيره.

يُذكر أن حازم المستكاوي يحمل إجازة في النحت والتصميم من كلّية الفنون والتربية في "جامعة المنيا" عام 1986، وقد أقام أول معرض له عام 1994، لتتوالى معارضه الفردية والجماعية منذ ذلك الوقت في النمسا وسويسرا وألمانيا والأردن وقطر وغيرها.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون