ذكرى ميلاد: عتاب.. حلمٌ بمسرح استعراضي

30 ديسمبر 2020
(عِتاب)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. تصادف اليوم، الثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر، ذكرى ميلاد المطربة السعودية عتاب (1947-2007).


في الثالثة عشرة من عمرها، بدأت المطربة السعودية عِتاب (1947 – 2007) أداء أغنيات تنتمي إلى التراث الخليجي في الأفراح، واستطاعت أن تلفت الانتباه إليها، حيث التقت عام 1964 مع ثلاثة من أبرز الملحنين في بلادها، هم عمر كدرس وفوزي محسون وطلال مداح، قادهم إعجابهم بصوتها إلى تقديمها للساحة الغنائية.

المغنية التي تعرّضت لأزمات كبيرة، لم تعق تقدّمها في مناخات اجتماعية حالت دون دخول العديد من النساء عالم الفن أو الاستمرار فيه، وكانت طروف عبد الخير آدم هوساوي التي اختارت "عتاب" اسماً فنياً لها استثناءً في هذا السياق، مع تسجيل أغنيتها الأولى "لا يا بنت" سنة 1966 من ألحان فوزي السيموني، وتفرّغت للغناء منذ عام 1972.

قدّمت في تلك الفترة مجموعة من الأغاني مع المطرب السعودي حيدر فكري (1944 – 2006)، وكان ظهورها معه (بأسلوب الدويتو) لافتاً آنذاك، حيث غنت برفقته في حفلات "سينما الأندلس" بالكويت عدّة مقطوعات منها "يعني كيف"، و"الله حسيبك"، و"ودعتك الله يا مسافر".

غادرت عتاب السعودية إلى غير رجعة عام 1980، وتشير العديد من الروايات إلى أنها أُجبرت على ذلك، لأن نشاطها الفني اعتبرته السلطات الحاكمة منافياً للعادات والتقاليد، مقابل روايات تعتبر ذلك خياراً فردياً، وانتقلت للإقامة في القاهرة حتى رحيلها هناك، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

وفي تلك السنة، أصدرت ألبومها "أسمر وعيونه وسيعة" من تأليف خليفة جمعان وألحان سامي الترك، وتقول كلمات الأغنية التي يحمل الألبوم عنوانها "أسمر وعيونه وسيعه/ كنه زهرٍ في ربيعه/ يشتري قلبي ويبيعه/ كمن أوصافه بديعه".

واصلت عتاب مشوارها مع أغنيات "بشروني" من تأليف خالد الفيصل وألحان فوزي محسون، و"يا هلا هذا قمرنا" من تأليف بدر بن عبد المحسن وألحان سراج عمر، و"نسي" من تأليف محمد صالح نوار وألحان محمد شفيق، و"كل ما اقفيت" من تأليف بدر بن عبد المحسن وألحان طلال مداح.

ولحّن لها محمد الموجي أغنيتين: الأولى "فك القيود" والثانية "لو فات الأوان" ويقول مفتتحها "أشوفه وأنا صاحية/.. وأقابله في المنام/ وليل ونهار في سيرته../ وما ليش غيره كلام/ خايفة في بعاده ينسى/ ويسيبني للزمان/ ويجيني بعد مدة/ ويكون فات الأوان".

أرادت عتاب تأسيس مسرح غنائي استعراضي يستوعب التراث الخليجي، وقد افتتحت "مسرح عتاب" في القاهرة، وقدّمت ثلاثة مسلسلات استعراضية من بطولتها، وهي: عتاب شو"، و"عتاب في مدرسة البنات"، و"عتاب في الفضاء"، لكن لم يكتب لطموحها النجاح.

أصدرت العديد من الألبومات منها "جاني الأسمر" (1984)، و"من فينا يا هل ترى" (1987)، و"انتظرتك" (1987)، و"أنساه" (1988)، و"طير السعد" (1988)، و"يا حبي لك" (1989)، و"شكنكري" (1995)، و"وش لي بالتعب" (2002).

المساهمون