نصف العالم
وحينَ أدركتُ أنّي أمام مرآةٍ بكيتُ
كأنّي نِصف العالم
وكأنّ نِصفه الآخر ملتفتٌ إليّ.
■ ■ ■
غزَّة في الحصار
مرّةً نظنُّ
أنّنا في مركبٍ
والعالم كلّه من حولنا سمَكٌ
وفي مرّةٍ أُخرى نرى
أنّنا لسنا سوى غابةٍ
والعالم كله من حولنا قنّاصة.
■ ■ ■
عندما يسقطُ صاروخٌ
عندما يسقطُ صاروخٌ قرب بيتي
أتمنّى رغم عجلته غير المبرّرة لو يُلاحظ
أنّني منكمشٌ منذ زمن
في قبرٍ حفره الخوف لا في سرير
عندما يسقطُ الصاروخ
أقولُ أخيراً سأموت
لكنّه الموتُ لغرابةِ حظّي
لا يعجبه الموتى الجاهزون.
■ ■ ■
دعوهم
دعوهم يلعبون كرةَ القدم
دون أن تكون الصواريخُ صافرة النهاية
لا نهاية الحياة
ولا حتى فقط نهاية المباراة!
■ ■ ■
فيزياء الحلم
إيمانٌ عذبٌ يُخبرني
أنّ أحلامي التي ولدت قرب النافذة
ستفتح لي يوماً
كلّ الأبواب!
■ ■ ■
أعمالٌ على الطريق
I
لا تُلوّحوا لي بأيديكم من الشاطئ
كي آكل البطّيخ
أنا موجٌ
عند الشاطئِ أنتهي.
II
أمرُّ بالناسِ
في أقصى عجل
فأنا دائماً على موعدٍ
مع خاطري
أمسحُ دموعي بيدي لا بمنديل
دموعي ليستْ غريبة.
III
كلما اعتقدتُ أنّي لن أتمكن أبداً
من التحرُّر من هذا السجن
جاء سجّانٌ أضخم
ووضعني في سجنٍ جديد
أضيقُ!
IV
لستُ مجرد كابوسٍ متأخّر
يغرقُ في كوبِ ماء
لستُ من أشرار هذا العالم
أنا أجملُ قُصاصة
أو في أسوأ الأحوال، أرحمُ مقصّ
لستُ إلّا حارساً طيباً
لذكرياتٍ متوحشة.
V
لمْ أعدْ أقولُ الرعد أو حتى أسمعه
لمْ يعدْ في عينيَّ برق
كبرتُ.
VI
يوماً ما سأرافقُ الشمس
وهي تنزلُ سُلّمَ السماء
لتنامَ في البحر.
■ ■ ■
خزانة بابها مفتوح
وحيدٌ كما لو أنّني أوّل الوحيدين
كما لو أنّني آخرهم
وحيدٌ كنائمٍ يرجو الموت
ولا يموت
ليتني بلاطة على الأرض
ليتني حجر في الحائط.
■ ■ ■
شخصٌ واحدٌ
صدِّقوني...
شخصٌ واحدٌ كان كافياً
ليَدفعني إلى الحافة.
لِمَ أرادَ الكلُّ أن يُشارِكَ في هذا؟
■ ■ ■
احتفال
I
صرختُ:
ابتعدوا عني جميعاً!
ثم بقلقِ جنازةٍ همستُ:
بل اقتربوا مني أكثر...
II
رجوتكَ:
لا تُشعل هذِي السجائر في روحك!
دعني مرّةً أكون
سيجارتك...
III
أنا غنَّيتُ لكِ
الأغنيةَ التي رسمناها معاً
وحين جاءَ دورُكِ
صعدتِ ببرودٍ على قلبي
وغنَّيتِها للكلّ...
* شاعر فلسطيني من غزة