محمد عبد المولى.. إلكترا بين الأسطورة وإسقاطاتها
قدّم المخرج المسرحي المصري محمد عبد المولى مسرحية "مش إلكترا" عام 2019، التي أعدّها بنفسه للخشبة من خلال إجراء تدخلات عديدة على شخصية إلكترا في الميثولوجيا الإغريقية كما وردت في عملين لكلّ من سوفوكليس ويوربيديس، وهي ابنة الملك أجاممنون التي انتظرت أخاها أوريستيس حتى يكبر ويشتد عوده ويعود إلى بلده، لكي ينتقم لمقتل أبيه الذي قُتل على يد أمها وعشيقها.
أعيد إنتاج القصة مرات عديدة في الأدب الروماني، مروراً بعصر النهضة، ووصولاً إلى الأدب الحديث، واقتُبِسَت في الشعر والرواية والمسرح والأوبرا والموسيقى، وصولاً إلى السينما، ومنها اشتق فرويد العقدة التي حملت اسمها وتشير إلى التعلق اللاواعي للفتاة بوالدها وغيرتها من والدتها.
يعيد عبد المولى تقديم "مش إلكترا" عند التاسعة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء على خشبة "مسرح أوبرا ملك" في القاهرة، ويتواصل تقديمها في الموعد نفسه حتى نهاية شهر رمضان، والعمل من إنتاج "فرقة مسرح الشباب" التي تتبع "البيت الفني للمسرح".
يشارك في التمثيل كلّ من الفنانين نغم صالح، ومصطفى عبد الهادي، ومحمد محسن، وعلاء هلال، وعصام جاب الله، ولمياء الخولي، وميرنا نديم، وأكرم أسامة، وأحمد خالد، ومحمد برماوي، وأحمد مجدي، وداليا، ومارثا استيفان، وصمّم اللوحات الاستعراضية سمير نصري، وألف موسيقى العرض شريف ياسر، إلى جانب ديكور وأزياء ملاك رفعت، وتصميم إضاءة محمد الطايع، وأشعار علاء عبد العزيز سليمان.
يتبنى العرض السخرية والمفارقة من عمل فني حفظه المتلقي من خلال التلاعب بأحداث القصة، حيث يعود أوريستيس فيجد أن شقيقته إلكترا تخلّت عن شرفها، وأن قصر والده الذي يريد استرداده تحوّل إلى مجرّد حانة سيئة السمعة، وأن والده ليس بالصورة التي يجري تناقلها عنه، فهو لم يكن ملكاً نبيلاً وعادلاً.
ويشير عبد المولى في تقديم المسرحية إلى أن الفكرة عبّر عنها في مشروع تخرجه، عبر طرح تساؤلات تفكّك بنية النص كلّه وتقلب رؤيته ومآلات أحداثه، وبالتالي تظهر إلكترا خلافاً لصورتها التي خلّدها المسرح العالمي من امرأة قوية إلى أنثى مستسلمة لواقعها ولا تهتمّ بالانتقام من أجل تغييره، وهي تعيش حياتها من دون أيّة مغامرة.