"معرض مدريد للكتاب": تقاطعات الأدب والرياضة

01 يونيو 2024
من أجواء المعرض (تصوير: إيزابيل إنبفانتيس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- "معرض مدريد للكتاب" يستلهم شعاره "مرّن عقلك، واقرأ جسدك" من مقولة الشاعر الروماني جوفينال "العقل السليم في الجسم السليم"، مؤكدًا على العلاقة الوثيقة بين الصحة البدنية والقدرات العقلية، خاصة القراءة.
- يركز المعرض، الذي يعقد في منتزه "ريتيرو" بمدريد حتى 16 يونيو، على تعزيز القراءة كرياضة ذهنية وظاهرة ثقافية، مستضيفًا 359 منفذًا للبيع و213 دار نشر، وتنظيم نحو ستة آلاف فعالية ثقافية.
- تتميز النسخة الثالثة والثمانون بتسليط الضوء على العلاقة بين الرياضة والأدب، مع التركيز على كيفية تأثير الرياضة على الكتّاب والشعراء، وتقديم موائد مستديرة مع كتّاب يمارسون الرياضة ويستلهمون منها في كتاباتهم الإبداعية.

عندما قال الشاعر الروماني جوفينال "العقل السليم في الجسم السليم"، لم يكن يعرف أنّ هذه المقولة ستصبح خالدة، وأنَّ إدارة "معرض مدريد للكتاب" في عام 2024، ستستفيد منها للإعلان عن النسخة الثالثة والثمانين من المعرض، التي افتتحت تحت شعار "مرّن عقلك، واقرأ جسدك"، أمس الجمعة، وتستمر حتى السادس عشر من حزيران/ يونيو الجاري، في منتزه "ريتيرو" التاريخي، الذي يُعتبَر رئة العاصمة الإسبانية.

هذه المقولة، التي تشير بشكل عامّ إلى الصحة، مرتبطة بشكل أو بآخر بممارسة الرياضة، التي توفّر لنا الجسم السليم، وعندما يكون الجسد صحيّاً وسليماً، فإن العقل قادر على ممارسة نشاطاته الإبداعية والخيالية وغيرها، وقد تكون من أهمها القراءة.

هذا ما يتطلّع إليه "معرض مدريد للكتاب"، في هذا العام الأولمبي، عبر نشر رياضة القراءة وتعزيزها والتدريب عليها، بوصفها ظاهرة اجتماعية وثقافية من الدرجة الأُولى، تناولها الأدب والكتّاب، ويمارسها ليس القرّاء فحسب، بل الكتّاب والشعراء وغيرهم من المبدعين.

بوستر المعرض
بوستر المعرض

وفعلاً، بمراجعة بسيطة لبعض الكتّاب الرياضيّين، سنجد أنَّ أغاثا كريستي كانت تركب الأمواج، وأنّ ألبير كامو كان يمارس كرة القدم، حتّى أنّه تحدّث أكثر من مرّة عن فضلها عليه: "أنا مدين لكرة القدم بكلّ ما أعرفه على وجه اليقين عن أخلاق الرجال والتزاماتهم". إرنست همنغواي بدوره كان شغوفاً بالملاكمة. ولا يتوقّف الأمر عند هذا فحسب، بل إنّ بعض الكتّاب ألّف كتباً تعتمد على الرياضة التي يدينون بها، مثل هاروكي موراكامي، أو ديفيد فوستر، الذي عاش رياضة التنس كتجربة دينية أثّرت على كتاباته.

يُعدّ "معرض مدريد للكتاب" الحدث الثقافي الأبرز في صناعة الكتاب، حيث تحضر فيه 359 منفذاً للبيع، و117 مكتبةً، إضافة إلى 213 دار نشر، وسيشهد تنظيم ما يقرب من ستّة آلاف فعالية ثقافية بين توقيعات كتب، وقراءات وعروض وما إلى ذلك.

وستكون العلاقة بين الرياضة والأدب هي الموضوع الأكثر حضوراً في البرنامج الثقافي، كما صرحت مديرة المعرض، إيفا أوروي، حيث قالت: "نشهد هذا العام الألعاب الأولمبية وبطولة كرة القدم الأوروبية. والفكرة هي استخدام الرياضة كناية عن الحياة"، حيث وعدت جمهور القرّاء بعشرات الموائد المستديرة مع كتّاب مثل ريتشارد فورد، أو سيرجيو ديل مولينو، أو ليلى غيرييرو؛ وغيرهم ممن يمارسون الرياضة ويكتبون عن تجاربهم الإبداعية من خلالها.

قائمة الكتب لا تنتهي تقريباً، والرياضة هي عابرة الأجناس كلّها، بدءاً من الرواية والدراسة والتاريخ وليس انتهاء بالشعر. فمن خلال تخصيص المعرض للرياضة، وجعلها روحه وحبره، نشهد سباقاً متتابعاً يشارك فيه الجميع، بدءاً من ميغيل دي ثربانتس وصولاً إلى الفائزين بـ"جائزة نوبل للآداب" من أمثال فيسينتي أليكساندر، وبابلو نيرودا، وكاميلو خوسيه، وغابرييل غارسيا ماركيز، وما بينهم من نخبة من أبرز الكتّاب والروائيين والشعراء الإسبان الذين سيشاركون في ترويج كتبهم التي صدرت مع بداية العالم، من بينهم: لويس غارسيا مونتيرو، وفيرناندو آرامبورو، ولويس لانديرو، وخوان خوسيه مياس، وإلفيرا ليندو وروسا مونتيرو.

المساهمون