نزل خبر رحيل الفنانة الفوتوغرافية المغربية ليلى عَلَوي (33 عاماً) نتيجة إصاباتها في اعتداء واغادوغو الإرهابي كالصاعقة على كل الذين خالطوها إما شخصياً أو عبر أعمالها. فنانة في عزّ الشباب، تقضم الحياة بحيوية ودهشة في باريس أو بيروت أو الدار البيضاء.
لا ندري ماذا جال في رأس المجرم عندما صوب نحو جسدها الهش خمس رصاصات قاتلة، هي التي حلّت بعاصمة بوركينا فاسو في مهمة إنسانية والتقاط صور لصالح "منظمة العفو الدولية" التي رغبت في أن تمنح ليلى لمسة إبداعية مبتكرة لضحايا القمع والفقر في أفريقيا.
كانت ليلى نموذجاً لجيل جديد متشبع بتعدد الثقافات ومنفتح على العالم بغض النظر عما قد يحمله من قسوة وبشاعة. ولدت ليلى في المغرب من أم فرنسية وأب مغربي وتشبّعت بالثقافتين العربية والغربية. درست في نيويورك وأقامت في السنوات الأخيرة موزعة حياتها القصيرة بين باريس وبيروت.
كانت مسكونة بسؤالي الهوية والانتماء كما يظهر ذلك في عملها الأخير "المغاربة" الذي عرضت فيه بورتريهات لرجال ونساء من شرائح وألوان مختلفة تعكس التنوّع العرقي والاجتماعي المغربي.
كما سُكِنت أيضاً بهاجسي الهجرة والمنفى، وسجلت هذا عبر أعمال فوتوغرافية متنوعة، التقطت فيها معاناة المهاجرين الأفارقة الذين يغامرون بحياتهم في البحر للوصول إلى السواحل الأوروبية. صوّرت أيضاً السوريين في مخيمات اللجوء اللبنانية والأطفال الذين شرّدتهم الحرب. وكانت تشتغل غالباً في المخيمات التي ترعاها المنظمات الانسانية.
ذهبت ليلى إلى حتفها غدراً وعلى عجل وتركت وراءها غصة مؤلمة وستظل ابتسامتها العفوية معلقة فوق رؤوسنا، شهادة على عبث هذا العصر البغيض.
اقرأ أيضاً: إرنستو رفائيل غيفارا دي لا سيرنا