في ما عدا الحديث عن النزاعات التي تعرفها منطقة دارفور في السودان، يكاد العالم لا يسمع شيئاً عنها. لكن بتحويل قصر علي دينار، آخر سلاطين دارفور، إلى متحف يضم ممتلكاته، يظهر وجه آخر للإقليم، ولعله يعيد شيئاً من الفخر إلى أهالي المنطقة، خصوصاً أن اسم صاحبه يمثل مصدر اعتزاز لاعتبارات سياسية ودينية، إذ كان دينار مكلّفاً بصناعة كسوة الكعبة وإرسالها إلى مكة سنوياً.
في مدينة الفاشر، يقع قصر دينار الذي حكم بين 1891 و1916، أي أن افتتاح المتحف يتزامن مع مئوية رحيله. يحتوي المتحف الذي فتح أبوابه مؤخراً نياشين السلطان وأزيائه وهداياه الخاصة، إضافة إلى كثير من اكسسوارات ذلك العصر مثل السيوف والطبول النحاسية وغيرها، ومن المنتظر أن يجري تعزيز المتحف بأغراض موجودة الآن في المتحف الوطني في الخرطوم تنتمي إلى تراث المنطقة.
نجد في القصر أيضاً، لوحات وأحجار تروي قصة الأسرة الكيراوية، التي حكمت دارفور من 1640 إلى 1916، وكان علي دينار آخر من حكم منها، حيث أنهى حكْمها الاستعمار الإنجليزي.
معمارياً، يجمع القصر بين الخصائص السودانية التقليدية والأسلوب الحديث في البناء حيث أوكل دينار بناء قصره إلى معماريين عرب ويونانيين، وقد بدؤوا به في 1871 وسكن فيه بداية من 1912. وبعد سقوط الأسرة الكيراوية، أصبح القصر مقراً لقادة القوات البريطانية في دارفور، وعقب استقلال السودان استخدم مقراً لمحافظي درافور.