تقوم فكرة الملتقى الفني على خلق فضاء يتيح للمشاركين فيه العمل على نحو تجريبي، بحيث يتم اختيارهم ضمن مشروع أو برنامج واضحين يتيح تجاور تجارب متنوّعة في مصادرها وأدواتها وأساليبها، وربما يكون الأهمّ من ذلك تتبع الحساسيات الجديدة التي تتولّد لدى الفنانين.
وإذا كان المستوى الأول مرتبطاً بالعملية الإبداعية نفسها والتفاعل بين عدد من المبدعين، فإن المستوى الثاني يتمثّل في حلقات النقاش أو الندوات التي تُقام حول المفهوم الذي تتبناه مثل هذه التظاهرات، ما يساهم في إيجاد مدوّنة تنظيرية أو نقدية حول الفعل الفني، وهو ما يكاد يغيب عن المشهد العربي.
تبرز محاولة جديّة في هذا السياق، ضمن ملتقى "معاً للفن المعاصر" الذي تنطلق فعاليات دورته الرابعة في مدينة الحمامات التونسية في الثالث من الشهر المقبل وتتواصل حتى العشرين منه، بمشاركة خمسين فناناً من عشرين بلداً.
تنظّم التظاهرة ندوة حول سوق الفن العالمية تديرها خبيرة الفن كاثرين غينار من فرنسا، وهو محور نقاش جرى تناوله أيضاً في الدورة الأخيرة من "أيام قرطاج للفن المعاصر" في أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث جرى تناول العلاقة الإشكالية بين رأس المال والثقافة وكيفية تسعير الأعمال الفنية، والمستوى الفني كمعيار ضمن معايير تجارية مختلفة.
يكرّم الملتقى الذي تنظّمه جمعية "معاً للفن المعاصر"، الفنان التونسي نجا المهداوي (1937) الذي تنوّعت تجربته خلال أكثر من خمسين عاماً، بين المنسوجات والتصوير والرسم والخط والنحت في إطار رؤيته للخط العربي باعتبار أن الحرف هو مجموع نقاطه في الحياة التي نعيشها، وليس نقاطاً وفق تشكيل هندسي زخرفي مجرّد.
من جهة أخرى، تسعى الدورة الحالية إلى تأسيس متحف في الهواء الطلق يجمع الأعمال التي تم إنجازها خلال الدورات السابقة، كما تنطلق في اليوم الثالث ورشات ولقاءات فنية متخصّصة في النحت بالرخام والخشب والرسم بالألوان الزيتية والمائية.
في حديثها لـ" العربي الجديد" أشارت الفنانة ريم عياري رئيسة "جمعية معاً للفن المعاصر" إلى أنه تمّ إضافة اختصاصات جديدة هذا العام إلى الورش كالنحت على الخشب والطين وكذلك البورتريه، إلى جانب أمسية شعرية وحفل لفرقة "أجراس" الموسيقية.
يشارك في الملتقى أيضاً طاهر هدهود من الجزائر، وعلي رضا سعيد من العراق، ويوسف أحمد من قطر، وراشد دياب من السودان، وعبد الرسول سلمان من الكويت، وكيم غاوول وإيم هويونغ من كوريا الجنوبية، وعلي الجابري من عُمان، وبسام كايريلوس وديما رعد من لبنان، وعبد العزيز أوصالح ومونيا بوطالب من المغرب، وعباس يوسف من البحرين، ومحمد العامري من الأردن، وإياد صباح من فلسطين، وشيماء كمال ووئام المصري من مصر، وإيفانا بيتروفا من بلغاريا، وجو آن وريبكا مان من الولايات المتحدة، وبيرغيتا جوانا باردويل وروبرت فورتغن من هولندا، وستيفانو سابيتا من إيطاليا، وكلود غينار وجانين كوتز وينتروب من فرنسا، وماريا باليا من رومانيا، وماي لاشوري من جورجيا.
ومن تونس، كلّ من رؤوف قارة وصالح بن عمر ومحمد أمين حمودة، ومراد بن بريكة، ونادية الرايس، ومحمد بن مفتاح، وحمدة بن سالم، ومنجي معتوق، وعبد العزيز كريد، وسمير بن قويعة، وعاطف عبد القوي، ورابعة سكيك، وبسمة بن يحيى، وسيف الدين بن حماد، وسناء براهم صنهاجي، ونجاة الذهبي، وأمان الله بن ميلاد، وعبد اللطيف رمضاني، وعبد الجليل بوسلامة، ومحمد بوعزيز.