أسعار السلع تتصاعد بمناطق النظام السوري
لم ينعكس تحسن سعر صرف العملة السورية أمام الدولار من 4000 ليرة في مارس/آذار الماضي إلى 3050 ليرة أمس، على أسعار السلع والمنتجات، خاصة الأكثر استهلاكاً بشهر رمضان، إذ تؤكد مصار خاصة لـ"العربي الجديد" من دمشق، أن أسعار الأرز ارتفعت من 3200 إلى 3400 ليرة ووصل سعر كيلو الشاي إلى 25 ألف ليرة.
وتشير المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها إلى ارتفاع كبير في أسعار الخضروات، "بتذرع التجار والباعة بموجة الصقيع وارتفاع أسعار النقل لدمشق"، فوصل سعر كيلو البطاطا إلى 1200 ليرة وكيلو الخيار إلى 1400 ليرة سورية.
وفي هذا السياق، يرى الاقتصادي السوري، حسين جميل، أن "السوق عرض وطلب ولأن الطلب يزيد مطلع شهر رمضان، رأينا أسعار الكثير من السلع ارتفعت بعموم الأسواق السورية، وساهم نقص بعض السلع بسبب تراجع الإنتاج واستمرار التصدير، في موجة الغلاء التي أصابت الأسواق".
ويقلل الاقتصادي السوري خلال تصريحه لـ"العربي الجديد" من أهمية المرسوم الذي أصدره بشار الأسد قبل أيام لمواجهة الغلاء، لأن غياب مؤسسات الحكومة، يزيد من التسعير العشوائي وجشع التجار.
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد قد أصدر أخيراً المرسوم رقم (8) لحماية المستهلك، وضبط الأسعار ومنع الغش والاحتكار، ويحتوي المرسوم مجموعةً واسعةً ومشدَّدةً من الضوابط والعقوبات التي تكفل تنظيم حركة الأسواق التجارية بما يجعل التلاعب بالأسعار، أو الغش بالمواد جريمةً تستلزم الحبس لفترة تمتد لسبع سنوات ولغرامات مالية مرتفعة.
وخلال تصريح سابق، وصف معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، جمال شعيب، أن "الوزارة ستضرب بيدٍ من حديد كل من يقوم بمخالفة أو تدليس أو تلاعب بأسعار السوق"، مؤكداً أنّ "المرسوم لم يستثن أحداً حتى مراقبي التموين".
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحكومة بشار الأسد، قد حددت أمس الأحد، أسعار 15 مادة بنشرة الأسعار في مقدمتها السكر بـ 1900 ليرة للكيلوغرام الواحد، أما أسعار كيلو الأرز يبدأ من 1500 ليرة وحتى سعر 4700 ليرة.
وقالت وزارة التجارة إن "هذه الأسعار ملزمة، منذ اليوم حتى صدور نشرة جديدة، وما يتعلق بأسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض، فقد تم تكليف مديريات التجارة بالمحافظات، لإصدار نشرات أسعار أسبوعية".
لكن مصادر متطابقة من العاصمة السورية دمشق، أكدت لـ"العربي الجديد" أن الأسعار لم تتبدل بعد المرسوم، كما لم تنكسر بعد تحسن سعر الصرف، مشيرة إلى تراجع حركة الأسواق بعد فورة الشراء عشية رمضان وخلال الأيام الأولى.
وما يتعلق بأسواق رمضان الخيرية التي افتتحت بدمشق ومحافظات أخرى، تشير المصادر إلى أن الأسعار بتلك الأسواق أقل من أسعار السوق "لكن المنتجات أقل جودة ومعظمها خارجة عن استهلاك السوريين" لأن الأولوية لدى السوري اليوم، هو الخبز وبعض الخضر، أما اللحوم فخرجت عن موائد السوريين وحتى التمر وصل سعر الكيلو إلى نحو 14 ألف ليرة فاستغنينا عنه، حسب المصادر.
وكانت وزارة الأوقاف بحكومة الأسد، بالتعاون مع محافظة دمشق وغرفتي صناعة دمشق وريفها وتجارة دمشق، قد افتتحت سوق رمضان الخيري على أرض مدينة المعارض القديمة، بمنطقة فكتوريا وسط دمشق، بهدف تخفيف الأعباء المعيشية عن المواطن وتوفير كل ما يحتاجه من السلع بسعر التكلفة.
ما يتعلق بأسواق رمضان الخيرية التي افتتحت بدمشق ومحافظات أخرى، تشير المصادر إلى أن الأسعار بتلك الأسواق أقل من أسعار السوق لكن المنتجات أقل جودة
ولم تنج المناطق المحررة، شمال غرب سورية من فورة أسعار رمضان، إذ تضاعفت الأسعار خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، قبل أن تبدأ بالتراجع خلال اليومين الماضيين، بحسب ما يقول العامل بالشأن الإغاثي، محمود عبد الرحمن، لـ"العربي الجديد".
وحول آلية التسعير وشكل الرقابة بمناطق إدلب وريف حلب المحررة، يؤكد العامل بالشأن الإغاثي أن التسعير عشوائي وليس هناك أي ضابط أو حتى سعر رسمي يمكن القياس عليه، مشيراً إلى أنه لا رقابة ولا دوريات على الأسواق. وأضاف: "ربما تتدخل حكومة الإنقاذ إن تقدم أحد بشكايات".
وأوضح عبد الرحمن أن مستوى المعيشة بتراجع مستمر في الشمال المحرر، بواقع ارتفاع الأسعار وزيادة نسبة البطالة وتراجع المساعدات الأممية، مؤكدا أنه "لولا التحويلات من العاملين في الخارج لعشنا مجاعة كما إخوتنا بمناطق الأسد".