أعلنت أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية رفضها لإطالة مدة تشغيل محطات الطاقة النووية الألمانية الثلاث المتبقية حالياً، لفترة تتجاوز نهاية العام الجاري، بما يعاكس الاتجاه العالمي وخاصة الأوروبي في العودة إلى مشاريع الطاقة النووية لسد النقص الحاصل في إمدادات الغاز والنفط الروسية.
وذكرت الوزيرة في تصريح صحافي، اليوم، أنها ليست مقتنعة بأن محطات الطاقة النووية ستحل مشكلة الغاز في البلاد، مضيفة أن الأشخاص الذين يتحدثون حالياً عن الطاقة النووية لا يهمهم تسيير الأمور، ولكنهم يريدون الرجوع إلى استخدام الطاقة النووية.
وأوضحت بيربوك "دفعنا مليارات كثيرة خلال العقد الماضي، بسبب هذا التردد في الخروج من استخدام الطاقة النووية. تقويض ذلك الآن سيكون جنوناً، وسيكلفنا أكثر".
يذكر أنه وفقاً للقانون الألماني يتعيّن إغلاق محطات الطاقة النووية الثلاث المتبقية بحلول نهاية هذا العام على أقصى تقدير، وتشكل المحطات الثلاث حصة تبلغ 6 في المائة من إجمالي الكهرباء التي يتم توليدها في ألمانيا، وحتى الآن يجرى توليد حوالي 10 في المائة من الكهرباء في ألمانيا بالغاز الطبيعي، وتتعالى الأصوات المطالبة بتمديد تشغيل محطات الطاقة النووية في ألمانيا لتعويض نقص إمدادات الغاز من روسيا.
وشهدت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، ولا سيما إلى ألمانيا وإيطاليا، انخفاضاً تدريجياً منذ بدء تطبيق العقوبات الأوروبية والأميركية على روسيا، رداً على العملية العسكرية في أوكرانيا، كذلك أوقفت شركة "غازبروم" الروسية للطاقة تسليم الغاز لعدد من العملاء الأوروبيين الذين رفضوا الدفع بالروبل.
وبدلت دول موقفها بعدما سلكت طريق التخلي عن الطاقة النووية، ومنها بلجيكا التي تعتزم تمديد العمل بمفاعلين لمدة عشر سنوات. كذلك، أعلنت حكومة اليابان، الأربعاء، أنها تدرس الانطلاق مستقبلاً في تشغيل "مفاعلات من الجيل الجديد مجهزة بآليات سلامة جديدة"، حرصاً على ضمان الحياد الكربوني، إنما كذلك إزاء الارتفاع الحاد في أسعار الكهرباء والغاز منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأعلنت عدة دول السعي لتطوير منشآتها النووية، وفي طليعتها الصين التي تملك حالياً أكبر عدد من المفاعلات، وكذلك بولندا والتشيك والهند التي تعتزم الحد من اعتمادها على الفحم.
وأفصحت فرنسا وبريطانيا وحتى هولندا عن طموحاتها بهذا الصدد، وفي الولايات المتحدة تشجع خطة الرئيس جو بايدن الاستثمارية هذا القطاع.
(قنا، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
