تزداد معاناة سكان محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام"، من رفع أسعار الوقود بشكل متتال، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة اليومية، خاصة أن شركة "وتد" للبترول التابعة للهيئة، رفعت الأسعار مجدداً أمس السبت، وللمرة الخامسة على التوالي خلال شهر تقريباً.
وقال زياد البيطار (25 عاما)، في حديث مع "العربي الجديد"، "لقد اعتدنا أن بعد كل أزمة وقود هناك رفع جديد للأسعار، حتى وصلت إلى مستويات مرتفعة جدا، مقارنة مع دخل غالبية سكان إدلب".
وأضاف "ازدياد أسعار الوقود تسبب بشكل مباشر برفع تعرفات وسائل النقل، وهذا أيضا زاد من التكاليف المعيشية اليومية، وخاصة من يفرض عليهم عملهم أو دراستهم التنقل من مكان إلى آخر".
من جانبه، قال محمد الشيخ (52 عاما)، لـ"العربي الجديد"، "عندما كنا نتعامل بالليرة السورية كان يقال إن العملة السورية تنهار، وبسبب ذلك تم استبدالها بالليرة التركية بذريعة أنها أكثر استقرارا وذات قيمة شرائية جيدة، لكن ما يحدث أن الليرة التركية بدأت تنخفض قيمتها أمام الدولار الأميركي، وبالتالي غدت أسعار البضاعة تتغير باستمرار، لأن الأمر يعود إلى سعر الصرف الرائج".
وأضاف "المشكلة اليوم رفع أسعار الوقود هو سبب رئيسي لرفع أسعار مختلف البضائع، فتكلفة النقل والإنتاج تضاف بالنهاية على السعر النهائي الذي سيدفعه المواطن، ويضاف إلى ذلك أننا مقبلون على الشتاء والناس تحتاج وقودا للدفئة، لكن في ظل هذه الأسعار سيكون كثير من العائلات والنازحين في المخيمات غير قادرين على شراء المازوت، ولا حتى الحطب، أو قشر الفستق الذي زاد الطلب عليه مع ازدياد الشعور بالبرد".
وأفادت مصادر محلية أن "وتد" رفعت يوم السبت الماضي، أسعار المحروقات في محافظة إدلب، للمرة الخامسة خلال نحو شهر، حيث أصبح سعر ليتر البنزين المستورد 7.7 ليرات تركية (نحو دولار أميركي)، وليتر المازوت 7.35 ليرات تركية، والمازوت المستورد من النوع الثاني أصبح سعر الليتر الواحد منه 6.42 ليرات تركية، أما ليتر المازوت المكرر بلغ 4.6 ليرات تركية، في حين أصبح سعر أسطوانة الغاز المنزلي 108.5 ليرات تركية، علما أن سعر صرف الدولار الأميركي الواحد يناهز 9 ليرات تركية.
يشار إلى أن "وتد" التي تهيمن على سوق المحروقات، التي يتم استيراد جزء منها من تركيا، وجزء آخر من مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية، قد رفعت أسعار البنزين والغاز والمازوت الأول والثاني في 11 أيلول الفائت، وعادت لترفع سعر البنزين والمازوت الأول فقط في منتصف الشهر الماضي، وعقبها بأيام رفعت أسعار المحروقات في 19 من الشهر، ومن ثم عادت ورفعت الأسعار في 24 من الشهر الماضي.