أي مستقبل لدول المنطقة في ظل إرهاب إسرائيل الأسود؟

24 سبتمبر 2024
قصف إسرائيلي على عدشيت جنوبي لبنان 19/9/2024 (عمار عمار/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الوضع الراهن في الشرق الأوسط: تعاني المنطقة من فوضى وتعقيد بسبب الإرهاب الإسرائيلي الذي يؤثر على دول مثل إيران، فلسطين، لبنان، سوريا، العراق، السودان، ليبيا، اليمن، وتونس، مما يؤدي إلى تصاعد العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة.

- تأثير الإرهاب الإسرائيلي: إسرائيل تمارس الإرهاب في غزة والضفة الغربية ولبنان، مما يؤدي إلى تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين، ويؤثر على الحياة اليومية للشعوب ويحرمهم من الأكل والشرب والأدوية والتعليم.

- التحديات المستقبلية: الإرهاب الإسرائيلي يخلق بيئة غير مستقرة تعيق التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات وتنشيط السياحة، مما يزيد من المخاطر الأمنية ويعطل حركة السفر والطيران، ويصعب تحقيق التنمية الديمقراطية وقيم الحرية والعدالة والمساواة.

كل الأوراق اختلطت في منطقة الشرق الأوسط في ظل إرهاب إسرائيل الأسود، بداية من إيران وفلسطين ولبنان وسورية والعراق والسودان ونهاية بما يجري في ليبيا واليمن وتونس وغيرها من الدول التي تشهد مخاطر متزايدة، لا دولة تعرف ما هو مدوّن في ورقة حاضرها على وجه الدقة، وربما لا تعرف مستقبلها القريب والمنظور. لا أتحدث هنا عن مستقبل بعيد أو حتى متوسط.

كل الملفات والقضايا باتت ملغومة ومتداخلة ومبعثرة ومتضاربة وغامضة وشديدة التعقيد وصعبة التكهن، وكل الأحداث أصبحت ساخنة جداً تحرّكها مجالس الحرب والحكومة المتطرفة ومصاصي الدماء في تل أبيب، وتعبر عنها ألسنة النار وطلقات الرصاص وأصوات المدافع والطائرات والصواريخ وأسلحة الدمار الشامل.

لا صوت في المنطقة يعلو فوق صوت إرهاب إسرائيل وجيش الاحتلال الذي طغا وتجبّر في غزة والضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، حيث يعشق لون الدم، وارتكب كل أنواع المجازر وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي على مدى ما يزيد عن 75 سنة، ومارس الإرهاب الأسود على نطاق واسع في لبنان، وعاث في أرض المنطقة فساداً وقتلاً للأطفال والعجائز والسيدات، وأحرق البشر والشجر والنجوع والمدارس والمستشفيات ومؤسسات الإغاثة ودمّر البنى التحتية وقطع المواصلات والطرق والاتصالات، وحوّل المدن والقرى إلى ركام وأكوام من التراب والكتل الخرسانية المتهاوية، وروّع الرضع والآمنين، وحرم الشعب الفلسطيني من أبسط مقومات الحياة؛ الأكل والشرب والأدوية والتعليم والإنترنت والسفر والتنقل ووسائل التواصل.

أي مستقبل لدول المنطقة التي تتوسطها دولة إرهاب عظمى هي إسرائيل، وأي مستقبل لشعوب المنطقة واقتصاداتها ومناخ الاستثمار فيها والأنشطة الاقتصادية المختلفة؟

إسرائيل تمارس الإرهاب على جميع دول منطقة الشرق الأوسط وكأنها قوة فوق القانون، أو أسد مجروح وكلب مسعور ووحش كاسر، تحولت إلى دولة احتلال تشبه البومة الشريرة التي تمثل نذير شؤم للجميع، ومكمن شرّ لمن حولها، وحفرة عميقة مظلمة تتدحرج نحوها كل دول المنطقة، سكانها وأرضها وحاضرها ومستقبلها وماضيها وثرواتها البشرية والمالية، دولة تمارس أبشع وأقسى أنواع الإرهاب تحت سمع وبصر الجميع والقانون الدولي والضمير الإنساني، وبمساعدة معظم دول العالم، بما فيها بعض الدول العربية المتواطئة، أو تلك التي تقف عاجزة عن فعل شيء لوقف المجازر المروعة في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان.

أي مستقبل لدول المنطقة التي تتوسطها دولة إرهاب عظمى، وأي مستقبل لشعوب المنطقة واقتصاداتها ومناخ الاستثمار فيها والأنشطة الاقتصادية المختلفة في ظل دولة حقودة سيئة السمعة ومنبوذة تسعى لإزالة من حولها والقضاء عليهم؟

وأي مستقبل لدولة عربية تسعى لتنمية وتنويع وتقوية اقتصادها وجذب مزيد من الاستثمارات الخارجية وتنشيط الاستثمارات المحلية وزيادة الإنتاج وبناء مصانع ومشروعات وخلق فرص عمل لملايين العاطلين، في ظل مخاطر جيوسياسية وأمنية مستمرة ومتصاعدة بسبب الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل على الجميع؟

وأي مستقبل لقطاعات الصناعة والإنتاج والسياحة في المنطقة في الوقت الذي يتسبب فيه إرهاب إسرائيل في تخويف المستثمرين والسياح الأجانب من القدوم إلى المنطقة وتعطيل حركة السفر والطيران والسفن وإغلاق الحدود وزيادة المخاطر الأمنية وتشويه الصورة الذهنية للدول العربية كافة؟

أي مستقبل لأسواق المال ومشروعات التنمية في المنطقة في الوقت الذي تفرّ فيه الأموال للخارج ويتعامل مستثمرو العالم مع المنطقة على أنها بؤرة عالية المخاطر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بل وتعشش فيها كل أنواع المخاطر وحالة اللايقين والغموض والفقر والجوع والبطالة والغلاء والفساد؟

أي مستقبل لتلك المنطقة الموبوءة التي يجب أن تختفي من الخريطة إن لم يكن في مقدورها محاربة الإرهاب الإسرائيلي واجتثاث هذا الوباء السرطاني من المنطقة

أي مستقبل لمشروعات تنمية الديمقراطية وإتاحة قيم الحرية والعدالة والمواطنة والمساواة للجميع في الوقت الذي تحكمنا فيه أنظمة قمعية تحكم بالحديد والنار ومدعومة بقوة من تل أبيب، ومستغلة حالة الإرهاب الأسود الذي تمارسه إسرائيل في إخراس الجميع؟

أي مستقبل لتلك المنطقة الموبوءة التي يجب أن تختفي من الخريطة إن لم يكن في مقدورها محاربة الإرهاب الإسرائيلي واجتثاث هذا الوباء السرطاني من المنطقة الذي نشر الفوضى والكره والحقد، ووسّع دائرة الحروب والقلق والخراب، ودعم قيم القمع والاستبداد والتخلّف والأمية، واستولى على الأرض وهاجم العرض في ربوع المنطقة؟

المساهمون