أرقام فلكية مثيرة للجدل، هكذا يخرج الملياردير الأميركي إيلون ماسك، بين الحين والآخر، ليخطف أنظار متابعيه ليس من عالم الأعمال فحسب وإنما الشغوفين أيضا بمعرفة كيف نجح هذا الرجل في كسر الكثير من الثوابت الاقتصادية والمالية وأضحت ثروته تتدفق من بين أفكار لطالما كانت مجرد مشاهد في مسلسلات وأفلام خيال علمي قبل عقود.
ظهور ماسك هذه المرة لم يكن للإعلان عن حجم ثروته، إذ يقترب من وضعه على قائمة أول تريليونير في العالم، وإنما كأكبر دافع للضرائب في تاريخ الولايات المتحدة، صاحبة أكبر اقتصاد على وجه الكرة الأرضية، حيث أباطرة المال وصناع القرار في مختلف الأنشطة الاقتصادية.
11 مليار دولار، ينتظر أن يسددها الرئيس التنفيذي لشركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، وفق ما أعلنه ماسك على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وهو المبلغ الذي من الممكن أن يعتبر مستوى قياسيا بالنسبة لسداد مدفوعات لدائرة الإيرادات الداخلية في الولايات المتحدة، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية، اليوم الإثنين.
قال في نص التغريدة: "إلى أولئك الذين يسألون، سأسدد ضرائب تفوق الـ 11 مليار دولار خلال العام الجاري". وجاء مبلغ الضريبة العالية بطريقة استثنائية بعدما قام ماسك بتفعيل ما يقرب من 15 مليونا من عقود الخيارات وقام ببيع الملايين من الأسهم.
وعقود الخيارات هي أدوات مالية توفر للمستثمر القدرة على تحقيق عوائد لا حدود لها بمخاطر محددة مسبقاً. وعقود الخيارات نوعان: خيار الشراء وخيار البيع. وخيار الشراء هو عقد يعطي مالكه الحق (وليس الالتزام) بشراء ورقة مالية محددة بسعر محدد سلفاً وحتى تاريخ معيّن وذلك نظير مبلغ يدفعه للحصول على هذا الحق.
أما خيار البيع فمشابه له إلا أنه بالعكس؛ حيث يمنح مالكه حق البيع بدلاً من حق الشراء، فإن ارتفع سعر الأسهم مثلا ضمن المدة المحددة، يمكن للمستثمر أن يبيع بسعر السوق محققاً المكسب، أما إذا انخفض السعر ضمن المدة يمكنه عدم إتمام الصفقة ولكنه يخسر مبلغ العربون الذي دفعه في بداية إتمام العقد.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، طرح ماسك سؤالا على متابعيه على "تويتر" حول ما إذا كان يتعين عليه بيع 10% من حجم حصته في شركة صناعة السيارات الكهربائية، التي صعدت أسهمها بما يزيد على 2300% في غضون الأعوام الخمسة الماضية.
وجاء إعلان ماسك عن سداد المبلغ الضخم من الضرائب، ردا على تغريدة كتبتها السناتور إليزابيث وارن من ولاية ماساتشوستس، بعد حصول ماسك على جائزة "شخصية العام" من مجلة "تايم" في وقت سابق من الشهر الجاري، حيث وجهت وارين انتقادات إلى ماسك بشأن الضرائب الخاصة به.
وكتب الملياردير الأميركي في تغريدة له ردأ على هذه الانتقادات: "في حال قمت بفتح عينيك لمدة ثانيتين، ستدرك أنني سأقوم بسداد ضرائب تفوق أي شخص أميركي في التاريخ خلال العام الجاري".
ويعد ماسك من أكثر أثرياء العالم وأميركا إثارة للجدل، خاصة في ظل اقتحامه عالم العملات المشفرة، بالدعوة إلى الاستثمار في بيتكوين والسماح بقبول العملة في شراء سيارات تسلا منتصف العام الجاري، قبل أن تتراجع الشركة عن هذه الخطوة في وقت لاحق.
كما شارك في تأسيس شركة مدفوعات الإنترنت "باي بال" التي باعها لاحقا، ويتولى حالياً قيادة بعض أكثر الشركات رهانا على تقنيات المستقبل في العالم. فهو يرأس أيضا شركة "سبيس إكس" للصواريخ وشركة "نيورالينك" التي تبتكر تقنيات فائقة السرعة لربط المخ البشري بأجهزة الكمبيوتر.
وأسس كذلك شركة لتشييد أنفاق منخفضة التكلفة تحت شوارع المدن المزدحمة بهدف تسيير نظام نقل عام يعمل بالكهرباء يستهدف تفادي الاختناقات المرورية في المدن الأميركية.
وباتت ثروة ماسك، أكبر من القيمة السوقية لعملاق النفط العالمي "إكسون موبيل"، وهو في طريقه ليصبح "أول تريليونير" في التاريخ وفقاً لتوقعات محللي بنك الاستثمار الأميركي مورغان ستانلي، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتتخطى ثروة ماسك الذي يصنف أغنى شخص في العالم 245 مليار دولار، حتى يوم الجمعة الماضي، وفق مجلة تايم.