اتفاق قد يمهد لإخماد "الحرب التجارية" بين واشنطن وبكين

28 اغسطس 2023
تستمر زيارة وزيرة التجارة الأميركية إلى الصين حتى الأربعاء (Getty)
+ الخط -

في إطار سعي أكبر قوة اقتصادية في العالم لتخفيف الخلافات مع منافستها الاستراتيجية، أعلنت واشنطن اليوم الاثنين، الاتفاق مع الصين على تأسيس مجموعة عمل جديدة لمناقشة جوانب التوتر في المسائل التجارية.

واتفقت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو ونظيرها الصيني وانغ وينتاو خلال اجتماع في بكين بأن "مجموعة العمل ستجتمع مرّتين سنوياً على مستوى نواب الوزراء، فيما ستستضيف الولايات المتحدة أول اجتماع مطلع العام 2024"، وفق ما أعلنت وزارة التجارة الأميركية.

وتهدف مجموعة العمل "للسعي لإيجاد حلول لقضايا التجارة والاستثمار ودفع المصالح التجارية الأميركية في الصين قدماً"، وفق ما أعلنت الوزارة في واشنطن.

اجتمعت ريموندو مع نظيرها الصيني وانغ في بكين الاثنين، حيث شددت على "الأهمية البالغة" لإقامة علاقة مستقرة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

تعد زيارة ريموندو الأخيرة ضمن سلسلة زيارات عالية المستوى قام بها مسؤولون أميركيون إلى الصين في الشهور الأخيرة فيما تسعى واشنطن لتخفيف حدة التوتر في العلاقة مع بكين.

وقد تصل الزيارات ذروتها عبر لقاء بين زعيمي البلدين، إذ أفاد الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخراً بأنه يتوقع عقد اجتماع مع نظيره الصيني شي جينبينغ هذا العام.

التقت ريموندو صباح الاثنين، مع وانغ ووصفت العلاقة الاقتصادية بين البلدين بأنها "الأهم في العالم". وأضافت وفق نص الحديث الذي نشرته وزارة التجارة الأميركية "نتشارك تجارة بقيمة 700 مليار دولار وأتّفق معكم بأن إقامة علاقة اقتصادية مستقرة بيننا يعد أمراً بالغ الأهمية".

وقالت لوانغ: "إنها علاقة معقدّة وتنطوي على تحديات". وتابعت: "سنختلف بالتأكيد بشأن قضايا معيّنة، لكنني أعتقد أن بإمكاننا تحقيق تقدّم إذا كنا صريحين ومنفتحين وعمليين".

Gina Raimondo
(Getty)

من جهته، أكد وانغ بدوره لريموندو أن "عقد محادثات والتنسيق معك في مجال التجارة والاقتصاد هو من دواعي سروري".

وكانت الوزيرة الأميركية وصلت إلى بكين الأحد، والتقت مدير إدارة الأميركيتين وأوقيانوسيا بوزارة التجارة الصينية لين فنغ، إضافة إلى السفير الأميركي نيكولاس برنز.

وذكرت ريموندو في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) أنها "تتطلع إلى بضعة أيام مثمرة".

وزارت اليوم الاثنين، معرضاً لمنتجات التجميل الأميركية المخصصة للسوق الصينية في فندق في بكين، برفقة برنز. وستتوجّه خلال الزيارة التي تستمر حتى يوم الأربعاء إلى مركز القوة الاقتصادية الصينية شنغهاي، وفق وزارة التجارة الأميركية.

توتر في العلاقات التجارية

تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عقود إذ تصدّرت القيود التجارية التي فرضتها واشنطن قائمة الخلافات.

وتفيد واشنطن بأن قيودها ضرورية لحماية الأمن القومي بينما ترى بكين أن الهدف منها عرقلة نهوضها الاقتصادي.

وأصدر بايدن هذا الشهر أمراً تنفيذياً يهدف لفرض قيود على استثمارات اميركية محددة في مجالات التكنولوجيا المتطورة الحساسة في الصين، في خطوة نددت بها بكين على اعتبارها "مناهضة للعولمة".

وتستهدف القواعد المتوقعة منذ مدة طويلة والتي ستُطبّق العام المقبل على الأغلب، قطاعات مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.

وسعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين لطمأنة المسؤولين الصينيين بشأن القيود المرتقبة خلال زيارة قامت بها إلى بكين الشهر الماضي، متعهّدة بأن أي خطوة ستُطبّق بشكل شفاف.

وأوضحت ريموندو الاثنين، للمسؤولين الصينيين أنه بينما "لا يوجد مجال للمساومة والتفاوض" على الأمن القومي الأميركي، إلا أن "الجزء الأكبر من علاقتنا التجارية والاستثمارية غير مرتبط بمخاوف الأمن القومي".

وأكدت "نؤمن بأن تأسيس اقتصاد صيني قوي هو أمر جيّد". وتابعت "نسعى لمنافسة صحيّة مع الصين. يصب الاقتصاد الصيني الذي يحقق نمواً ويقوم على القواعد في مصلحة بلدينا".

Gina Raimondo
(Getty)

وفي يونيو/ حزيران الماضي، توجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بكين، حيث التقى شي ولفت إلى أنه تم تحقيق تقدّم في عدد من القضايا الخلافية. كما زار مبعوث المناخ الأميركي جون كيري الصين في يوليو/ تموز.

لكن زيارتَي يلين وبلينكن لم تؤديا إلى أي اختراق يذكر، وأثارت قمة جرت مؤخراً في كامب ديفيد بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان هدفت لأمور بينها مواجهة الصين، تنديدات من بكين.

وبعد القمة، أفاد الرئيس بايدن بأنه ما زال يتوقع لقاء شي مرّة جديدة هذا العام. ودعا نظيره الصيني في تشرين الثاني/نوفمبر لزيارة سان فرانسيسكو خلال انعقاد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، الذي يضم الصين.

ومن المحتمل أن يلتقي الزعيمان الشهر المقبل في نيودلهي على هامش قمة مجموعة العشرين لكبرى الاقتصادات العالمية.

(فرانس برس)

المساهمون