واصل مؤشر إس أند بي 500 للأسهم الأميركية ارتفاعه لليوم السادس على التوالي، مسجلاً مستوى إغلاق قياسي جديد، بعد أن أشارت بيانات حديثة إلى استمرار النمو في الاقتصاد الأكبر في العالم، على نحو فاق توقعات الاقتصاديين والمحللين.
وخلال تعاملات الخميس، مثل ارتفاع المؤشر الأشمل لقطاعات الاقتصاد الأميركي نسبة 0.53% من قيمته عند بداية اليوم، وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.64%، بينما اكتفى مؤشر ناسداك، المكتظ بأسهم شركات التكنولوجيا، بالارتفاع بنسبة 0.1%.
وعلى الرغم من أدائه الضعيف يوم الخميس، تفوق مؤشر ناسداك في الأداء هذا الأسبوع، ليغلق مرتفعًا بنسبة 1.3%، قبل يوم واحد من نهاية الأسبوع، بينما تقدم مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 1.1%، وارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 0.5% خلال الأسبوع. وأغلق مؤشرا إس أند بي 500 وناسداك على ارتفاع خلال الجلسات الخمس الأخيرة.
وأظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي أن الاقتصاد الأميركي نما بمعدل 3.3% في الربع الرابع من عام 2023، وهو ما كان أعلى كثيراً من توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت داو جونز آراءهم، وتوقعوا نموا بنسبة 2%، مما يؤكد استمرار المرونة الاقتصادية، على الرغم من رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياط الفيدرالي.
وتضمن تقرير يوم الخميس أيضًا بيانات مشجعة على جبهة التضخم، حيث سجل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي زيادة ربع سنوية بنسبة 2% عند استبعاد المواد الغذائية والطاقة، وهو مقياس أساسي يفضله بنك الاحتياط الفيدرالي عند تقييم التضخم. وارتفع معدل التضخم الرئيسي بنسبة 1.7% فقط.
وعلى نحو متصل، تراجع سهم شركة تسلا، رائدة تصنيع السيارات الكهربائية، بأكثر من 13%، اليوم الخميس، بعد أن حذرت مساء الأربعاء من تباطؤ مبيعاتها في عام 2024، قبل أن تعوض نحو 1% منها قبل نهاية اليوم.
وأعلنت الشركة عن نتائج أعمالها أمس الأربعاء، والتي فاقت التوقعات من حيث الإيرادات والربحية، إذ بلغ إجمالي إيرادات تسلا من السيارات، وهو مقياس تتم مراقبته عن كثب، 21.6 مليار دولار في الربع الرابع من عام 2023.
وقالت شركة إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، إن نمو مبيعات السيارة في عام 2024 "قد يكون أقل بشكل ملحوظ" من المعدل الذي لوحظ في العام الماضي. وحذرت الشركة المستثمرين من أنها "حاليًا بين موجتين رئيسيتين للنمو".
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، أغلقت أسواق الأسهم الأوروبية اليوم الخميس على ارتفاع، مدفوعة بالنتائج الفصلية التي حققتها شركات التكنولوجيا بقيادة نوكيا، في حين اعتبر المستثمرون قرار البنك المركزي الأوروبي بتثبيت أسعار الفائدة، والبيان الصادر عقب اجتماع البنك، مؤشرا على اتجاه البنك للتيسير النقدي.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات اليوم مرتفعا 0.3%، بعدما تراجع بنحو 0.5% خلال الجلسة.
أبقى البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي عند مستوى قياسي مرتفع يبلغ 4% اليوم الخميس وأشار إلى أن التضخم الأساسي استمر في الانخفاض، وذلك بفضل ارتفاع تكاليف الاقتراض، بينما حذرت رئيسة البنك من عودته للارتفاع من جديد.
وقال المركزي الأوروبي: "استمر الاتجاه الهبوطي في التضخم الأساسي، واستمر انتقال الزيادات السابقة في أسعار الفائدة بقوة إلى ظروف التمويل".
وبقرار اليوم الخميس، ترك البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على الودائع المصرفية، وهو المعيار القياسي لتكاليف الاقتراض في منطقة اليورو، عند 4% الذي يعد أعلى مستوى له منذ إنشاء البنك، وأكد أنه سيبقى عند هذا المستوى لبعض الوقت.
لكن رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد حذرت اليوم الخميس أيضاً من أن التوتر في الشرق الأوسط، واضطراب الملاحة في البحر الأحمر، يمكن أن يؤديا إلى رفع معدلات التضخم من جديد.
وتراجع العائد على السندات الحكومية الألمانية لأجل 10 سنوات، والتي تعتبر المؤشر القياسي للمنطقة، بعدما سجل أعلى مستوى في شهرين خلال اليوم. وسجل العائد 2.293% في نهاية التداول.
وسجل مؤشر قطاع التكنولوجيا المكاسب الكبرى بين جميع القطاعات وارتفع 1.8% بقيادة سهم "إيه.إس.إم.إل" الهولندية لصناعة معدات أشباه الموصلات الذي أكمل سلسلة مكاسب قوية، وصعد 4.6% محققا مستوى قياسيا جديدا.
وارتفعت السوق الألمانية 0.1% بقيادة سهم شركة أديداس الذي قفز 5.7% بفضل توقعات بتحقيق نتائج أعمال جيدة خلال العام الماضي. وارتفع سهم نوكيا 11.2% بعدما فاقت الأرباح التشغيلية للشركة الفنلندية في الربع الرابع التوقعات.
ومن بين الخاسرين، تراجع مؤشر شركات الرعاية الصحية الكبرى 0.4%، فيما تراجع مؤشر أسهم بنوك منطقة اليورو 0.9%.