استمع إلى الملخص
- توقعت وزارة الفلاحة انخفاض محصول الزيتون بنسبة 11% مقارنة بالموسم الماضي، ليصل الإنتاج إلى 950 ألف طن، بينما الاستهلاك الوطني يبلغ 140 ألف طن، مما أثر على إنتاج زيت الزيتون المتوقع وصوله إلى 90 ألف طن.
- أكد مسؤولون أن ارتفاع الأسعار يعود لقلة المحصول وارتفاع تكلفة الزيتون، حيث تراوح سعر الكيلوغرام بين 1.1 و1.5 دولار، مما يعيق تحقيق أهداف المخطط الأخضر.
اضطرت أسر مغربية إلى خفض مشترياتها من زيت الزيتون التي وصلت أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة في العامين الأخيرين بسبب تراجع حاد في محصول الزيتون نتيجة الجفاف الحاد الذي ضرب المملكة.
وشغلت أسعار زيت الزيتون رواد وسائط التواصل الاجتماعي، حيث توقع البعض أن تقفز إلى 15 دولارا للتر الواحد في الأشهر المقبلة، بعدما بلغت ما بين عشرة وأحد عشر دولارا بعد موسم قطاف الزيتون في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، علما أن تلك الأسعار كانت تراوح في الأعوام الماضية بين خمسة وستة دولارات.
وحذر بعض رواد وسائط التواصل الاجتماعي من لجوء تجار إلى استغلال تراجع العرض من زيت الزيتون كي يعمدوا إلى بيع زيوت مخلوطة بزيت الطهو وبيعها بأسعار توفر لهم هوامش أرباح كبيرة.
وتتوقع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات انخفاض محصول الزيتون في العام الحالي، حيث لن يتجاوز 950 ألف طن، مسجلا انخفاضا بنسبة 11% مقارنة مع الموسم الماضي، و40% مقارنة مع سنة عادية. وأربك توالي سنوات الجفاف عملية إنتاج الزيتون في عدة مناطق، حيث لم تسلم من ذلك المناطق المروية التي منعت عن بعضها مياه السقي، هذا ما أفضى إلى تأثير الحرارة في فترة الإزهار على مردودية أشجار الزيتون.
وسيؤثر ذلك على إنتاج زيت الزيتون الذي ينتظر أن يعرض في السوق في الأشهر المقبلة، حيث سيصل إلى 90 ألف طن، هذا في الوقت الذي يصل فيه الاستهلاك الوطني من تلك المادة إلى حوالي 140 ألف طن، حسب وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
وكانت أسعار زيت الزيتون قد ارتفعت إلى أكثر من عشرة دولارات للتر الواحد في الموسم الماضي، حيث لم تنخفض في السوق المحلية رغم القرار الذي اتخذته الحكومة في الموسم الأخير، حيث أخضعت تصدير الزيتون والزيت المستخرج منه لترخيص خاص. يؤكد مسؤول في تعاونية "لعزيب"، المتخصصة في عصر زيت الزيتون وتسويقه، عمر أومحسن، أن سعر زيت الزيتون يصل إلى تسعة دولارات للتر الواحد في الفترة الحالية، بعدما كان في حدود ستة دولارات في المواسم العادية التي يكون فيها محصول الزيتون وفيرا.
ويعزو أومحسن، في حديث لـ"العربي الجديد"، مستوى الأسعار الحالي إلى ارتفاع سعر الزيتون بسبب قلة المحصول، حيث يراوح بين 1.1 و1.3 دولار للكيلوغرام، مقابل 70 و90 سنتا للكيلوغرام في الفترات العادية، ويشير إلى أن الحرارة التي ميزت فترة إزهار أشجار الزيتون وقلة الإمطار أثرت على مردودية الزيتون، حيث ينتج عن عصر قنطار من الزيتون ما بين 16 و19 لترا من الزيت، مقابل ما بين 19 و22 لترا في المواسم العادية.
لا زيادة في مردودية الزيتون
ويؤكد المسؤول عن الجودة في تعاونية زيت الزيتون البكر السرغينية مصطفى كمال، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الأمطار الأخيرة التي شهدها المغرب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لن تفضي إلى زيادة مردودية الزيتون، بل ستؤدي إلى تحسين جودته.
ويشير كمال إلى أن أسعار الزيتون تراوح بين 1.4 و1.5 دولار للكيلوغرام، بعد انخفاض حاد في المحصول في منطقة السراغنة المعروفة بزراعة الزيتون، مؤكدا أن تلك الأسعار تفضي إلى ارتفاع كلفة عصر الزيتون. ويضيف أن أسعار زيت الزيتون في حدود عشرة دولارات، متوقعا أن ترتفع إلى 11.5 دولارا، مؤكدا أن ذلك يدفع الأسر إلى تقليص مشترياتها من تلك السلعة، حيث يلاحظ أن ذلك قد يصل إلى 50% من الكميات التي اعتادت بعض الأسر التزود بها لتأمين مخزون يغطي حاجيات العام.
ويحول الجفاف دون بلوغ أهداف البرنامج الموقع بين الدولة والمنتجين، في ظل سياسة المخطط الأخضر الذي سبق له أن توقع إنتاج 330 ألف طن من زيت الزيتون في العام الحالي، بينما لم يتعد متوسط الإنتاج 148 ألف طن بين 2016 و2020.