الفيدرالي الأميركي يرفع الفائدة إلى نطاق 5% - 5.25%.. لمّح لإيقاف الرفع.. واستبعد الخفض في 2023

كما كانت التوقعات، رفع بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي معدل الفائدة الأساسي لديه خمسا وعشرين نقطة أساس (0.25%)، وصولاً إلى نطاق 5% - 5.25% للمرة الأولى منذ عام 2007.

ولمّح جيروم باول، رئيس البنك، في المؤتمر الصحافي الذي أعقب الإعلان عن القرار، إلى إمكانية التوقف عن رفع الفائدة خلال الفترة القادمة، إلا أنه استبعد في الوقت نفسه التحول إلى خفضها قبل نهاية العام الحالي.

وأشار باول إلى أن التضخم انخفض خلال الفترة الماضية ثلاث مرات، إلا أنه عاود الارتفاع بعد كل واحدة منها، وهو ما دعاه للقول: "ما زال الطريق طويلاً للوصول إلى المستوى المستهدف للتضخم، والمقدر باثنين بالمائة".

واتخذ البنك المركزي الأكبر في العالم اليوم الأربعاء قراره بالإجماع، ليرفع المعدل الذي تفرضه البنوك على بعضها البعض من أجل الإقراض لليلة واحدة، إلا أن هذا المعدل يعد المعيار الأساسي الذي يتم على أساسه تسعير العديد من منتجات الديون الاستهلاكية، مثل الرهون العقارية وقروض السيارات وبطاقات الائتمان.

وجاء في بيان البنك الذي أعلن فيه القرار أنه "سيأخذ في الاعتبار التشديد التراكمي للسياسة النقدية، والتباطؤ الذي تؤثر به السياسة النقدية على النشاط الاقتصادي والتضخم، والتطورات الاقتصادية والمالية".

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

اجتماعات البنك الفيدرالي بدأت اليوم ... وتوقعات برفع ربع بالمائة

وبدا واضحاً أن البيان لم يضف للمتعاملين في الأسواق جديداً، حيث لم تتحرك الأخيرة تحركات استثنائية عقب إعلان قرار الرفع، قبل انطلاق المؤتمر الصحافي لرئيس البنك.

واستبعد بيان البنك عبارة جاءت في بيانات الاجتماعات السابقة، أشار فيها البنك إلى توقعه "أن بعض السياسات الإضافية التقييدية قد تكون مناسبة" لبنك الاحتياط الفيدرالي لتحقيق معدل التضخم المستهدف، والمقدر بـ2%.

ورداً على سؤال صحافية، أشار باول إلى أن استبعاد هذه العبارة ربما يشير بوضوح إلى التوقف بعض الوقت عن الرفع، لحين ملاحظة تأثير قرارات رفع الفائدة الأخيرة على الأسواق. وأضاف: "سيتم اتخاذ قرار كل اجتماع على حدة، ووفقاً لما تمليه البيانات الصادرة وقتها".

ومع إشارة باول لتوقف البنك عن الرفع، ارتفعت الأسواق وسجل مؤشر ناسداك، الأكثر حساسية لتغيرات سعر الفائدة، ارتفاعاً بنسبة 1%، قبل أن يفقدها كلها، وفوقها نحو نصف نقطة مئوية، مع استبعاد رئيس البنك خفض الفائدة قبل نهاية العام.

ورفع البنك الفيدرالي معدل الفائدة الفيدرالية في الاجتماعات التسعة الأخيرة، قبل رفع اليوم، بإجمالي قيمة 4.75%، في محاولة لكبح جماح أعلى تضخم تشهده البلاد منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي.

وزادت نتائج أعمال الكثير من الشركات الأميركية، خلال الربع الأول من العام، كما قرارات بتسريح آلاف العاملين فيها خلال العام الأخير، توقعات بدخول الاقتصاد الأكبر في العالم في ركود، مع الرفع المبالغ فيه للفائدة من البنك الفيدرالي.

وقال البنك إنه لن يتوقف عن الرفع حتى يرى تباطؤاً ملموساً في سوق العمل المشتعلة.

ويبقى مسار معدلات الفائدة خلال الفترة القادمة بعيداً عن الوضوح، حيث يعكف صانعو السياسات على تقييم البيانات الواردة والظروف المالية، قبل التفكير في قرارات الاجتماعات التالية.