في تعاملات أول أيام العام الجديد، تراجع سهم شركة آبل، مُصنع الهواتف الذكية "آيفون" والحواسيب الآلية "ماك"، بأكثر من 4%، لتنخفض القيمة السوقية للشركة لأقل من 2 تريليون دولار، لأول مرة منذ شهر يونيو/ حزيران من عام 2021.
وقبل انتصاف تعاملات يوم الثلاثاء، أضاف السهم الأشهر في السوق الأميركية إلى الخسارة الكبيرة التي لحقت به خلال الشهر الأخير من العام المنتهي، ليخرج العضو الباقي من نادي الاثنين تريليون دولار، بعد أن سبقته شركتا مايكروسوفت الأميركية وأرامكو السعودية.
ولم يتمكن السهم، الذي يمثل وحده أكثر من 7% من قيمة مؤشر أس آند بي 500، من التصدي أكثر من ذلك لتبعات التضخم المرتفع ورفع الفائدة، بعد أن قضى معظم فترات العام الماضي، متفوقاً على المؤشر الأكثر تعبيراً عن السوق الأميركية.
وتعثر سهم شركة آبل في الأسابيع الأخيرة من العام، وسط مخاوف من أن مشاكل إنتاج هاتفها في الصين ستدمر مبيعات العطلات، وهي الفترة الأكثر أهمية للشركة، إلا أن آخر إحصائيات توضح بقاءه على رأس قائمة الأسهم في محافظ أكبر شركات إدارة الاستثمارات، وفي مقدمتها شركة بركشاير هاثاوي، وصاحبها الملياردير المخضرم وارين بافيت.
وفي التوقيت نفسه من العام الماضي، ارتفع سعر السهم لفترة وجيزة فوق مستوى 182 دولاراً، تجاوزت خلالها القيمة السوقية للشركة علامة الثلاثة تريليونات دولار، وسجل وقتها مؤشر أس آند بي 500 أعلى مستوياته على الإطلاق.
وقالت "بلومبيرغ" إن أكبر أربع شركات تكنولوجيا أميركية خسرت أكثر من 3 تريليونات دولار من القيمة السوقية في عام 2022، وسط ارتفاع التضخم وتباطؤ نمو المبيعات الذي ارتفع خلال جائحة كوفيد-19.
وكان شهر ديسمبر/ كانون الأول أسوأ شهر لشركة آبل منذ مايو/ أيار 2019، حيث انخفض خلاله بنسبة 12%، متجاوزاً نسبة الانخفاض البالغة 9% لمؤشر ناسداك لأكبر مائة شركة تكنولوجيا ثقيلة، في الفترة نفسها.
وعانت شركة آبل، ومقرها كوبرتينو، كاليفورنيا، من اضطرابات في الإمداد ناتجة من عمليات إغلاق للحد من انتشار الوباء في الصين، قبل أن تُخفَّف القيود هناك في الأسابيع الأخيرة.
لكن شركة Foxconn Technology Group، الشريكة في التصنيع، أعادت أكبر مصنع "آيفون" في العالم إلى حوالى 90% من سعته القصوى.
وينتج مصنع مدينة Zhengzhou، المعروفة باسم "مدينة آيفون"، الغالبية العظمى من أجهزة iPhone 14 Pro وPro Max المتطورة. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، فرّ آلاف العمال، أو نظموا احتجاجات ضد قيود كوفيد التي اعتبروها مبالغاً فيها. وألغت شركة Foxconn معظم هذه القيود الشهر الماضي، وقدمت المزيد من الحوافز لكل من الموظفين الجدد والحاليين.
وتعلن "آبل" نتائج أعمال ربع سنوية خلال الأسابيع المقبلة، واعتادت الشركة أن يكون الربع الأخير من العام هو الفترة التي تتحقق فيها أعلى مبيعات للشركة.
وكان محللون قد توقعوا في البداية عائدات قياسية، إلا أنهم قاموا بتخفيضها قليلاً، لتكون 122.9 مليار دولار، وفقاً للتقديرات التي جمعتها "بلومبيرغ".
ويعتمد تقييم سهم الشركة على الأمل في وجود فرص نمو كبيرة في المستقبل. وكانت الخدمات مجالاً رئيسياً للتوسع في السنوات الأخيرة، وتمثل الآن أكثر من خمس الإيرادات.
وتعمل الشركة أيضاً على بعض النقلات الكبيرة، مثل سماعة رأس للواقع المختلط يمكن الكشف عنها في وقت قريب هذا العام، وأيضاً إمكانية الكشف عن سيارة كهربائية من إنتاج الشركة.
(بلومبيرغ، العربي الجديد)