قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة ستبيع 15 مليون برميل من احتياطي النفط الاستراتيجي في شهر ديسمبر / كانون الأول القادم، موضحاً بالتفصيل استراتيجيته لإعادة ملء المخزون عندما تنخفض الأسعار.
وفي مؤتمر صحافي عقده يوم الأربعاء في البيت الأبيض، وفي وقتٍ كانت أسعار النفط من خام غرب تكساس الأميركي تسجل ارتفاعاتٍ يومية بنسبة تجاوزت 3%، قال الرئيس الأميركي إنه "سيواصل استغلال احتياطيات النفط الطارئة لتخفيف الصدمات الجديدة لأسواق النفط العالمية".
وقبل أقل من ثلاثة أسابيع على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، أكد بايدن أن دافعه الوحيد هو "تأمين إمدادات كافية من النفط، لمقابلة الطلب على وقود السيارات في البلاد"، مضيفاً "الأمر لا علاقة له بالسياسة على الإطلاق".
وتسبب التضخم الأعلى في الأربعين سنة الأخيرة في الولايات المتحدة في تراجع نسب رضاء الأميركيين عن أداء الرئيس الديمقراطي وإدارته، بشكلٍ هدد فرص حزبه في الانتخابات القادمة بخسارة أحد مجلسي الكونغرس، أو كليهما.
وبينما كان ارتفاع أسعار الطاقة أحد أهم العوامل المسببة لارتفاع معدل التضخم في البلاد، وفقاً لرؤية بنك الاحتياط الفيدرالي، والعديد من المحللين، جاء قرار أوبك+ الأخير، بتخفيض الإنتاج بمليوني برميل يومياً اعتباراً من الشهر القادم ليزيد من اشتعال أسعار الخام، ويتسبب في ارتفاع أسعار وقود السيارات في أميركا، بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من التراجع.
وتمثل أسعار وقود السيارات في أميركا واحداً من العوامل التي يأخذها الأميركيون في الاعتبار عند توجههم لصناديق الاقتراع، وهو ما دفع بايدن للتأكيد في أكثر من مناسبة على تعهده بتخفيضها.
وقبل ثلاثة أسابيع، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن شركات النفط والغاز من زيادة الأسعار للمستهلكين، مع اقتراب الإعصار إيان من الوصول إلى فلوريدا.
وفي مستهل مؤتمر حول الجوع في أميركا، نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن الرئيس الأميركي قوله "لا تستغلوا هذا الأمر، دعوني أكرر، لا تستغلوا هذا الأمر كذريعة لرفع أسعار البنزين أو فرض كلفة عالية على الشعب الأميركي".
وأضاف: "أميركا تراقب. وينبغي على هذه الصناعة أن تقدم على الشيء الصحيح".
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مجموعات صناعة النفط قولها إن "سياسات بايدن لن تؤدي إلا إلى تفاقم نقص المعروض من الخام في البلاد".
وألقى بعض ممثلي الصناعة باللوم على خطط بايدن في تراجع معدلات نمو إنتاج النفط في أميركا في الأشهر الأخيرة، وقال بعضهم إن "السحب من الاحتياطيات يؤدي إلى خفض الأسعار بشكل مصطنع على المدى القصير، وهو ما يدفع المستثمرين بعيداً عن الاستثمار في إنتاج النفط الجديد".
وفي بيان أصدره يوم الأربعاء، قال جيف إيشلمان، رئيس "رابطة النفط الأميركي المستقلة"، إن "احتياطات النفط الإستراتيجية وجدت لحماية المستهلكين من اضطرابات الإمداد الطارئة، لا لحماية السياسيين في عام الانتخابات".
(رويترز، العربي الجديد)