بيل هوانغ... الثري الغامض خاسر المليارات

عادت كارثة إفلاس صندوق "آركيغوس كابيتال مانجمنت" إلى الأضواء مجدداً بعد أن أعلنت السلطات الأميركية مؤخراً، اعتقال بيل هوانغ، مالك الصندوق الذي بلغت قيمته مليارات دولار قبل أن يفلس العام الماضي، في كارثة مدوية، ليحاكم بتهم الاحتيال في الأوراق المالية، والابتزاز والتلاعب في أسعار الأسهم العامة لتعزيز العائدات.

القصة الفوضوية التي وردت تفاصيلها في لائحة الاتهام المؤلفة من 59 صفحة تُوضح صعوداً وهبوطاً سريعاً في الثروات على عكس أي شيء شهدته وول ستريت على الإطلاق.

بينما تسبب إفلاس صندوق الاستثمار الشهير عالمياً في تصفية استثمارات ضخمة، تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار، وخسائر فادحة للعديد من المؤسسات المالية من كبار اللاعبين في سوق المال الأميركية.

يوصف هوانغ بالرجل الغامض، إذ لم يكن هوانغ معروفاً إلى حد كبير قبل انهيار "آركيغوس"، حيث عرفته فقط مجموعة صغيرة من المديرين المنتسبين إلى الملياردير الأميركي وأسطورة صناديق التحوط جوليان روبرتسون.

عمل هوانغ مع روبرتسون في شركته "تايغر مانجمنت" البالغة قيمتها 20 مليار دولار حتى تم إغلاقها، ثم أسس شركته الخاصة، "تايغر آسيا"، وقد كان أحد أكثر موظفي روبرتسون السابقين نجاحاً، إلى أن اصطدم بالمنظمين.

في عام 2012، وبعد سنوات من التحقيقات، اتهمت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية "تايغر آسيا" بالتداول من الداخل والتلاعب بأسهم البنوك الصينية. حيث قالت الوكالة إن هوانغ "عبر الجدار"، حيث تلقى معلومات سرية حول عروض الأسهم المعلقة من بنوك الاكتتاب، ثم استخدمها لجني أرباح غير مشروعة.

أسواق

التحديثات الحية

حيتان وول ستريت خائفون... موجة المستثمرين الهواة تخلق فقاعة

توصّل هوانغ إلى تسوية هذه القضية من دون الاعتراف أو نفي ارتكاب أية مخالفات، وأقرّت شركة "تايغر آسيا" بأنها مذنبة أمام وزارة العدل بتهمة الاحتيال الإلكتروني. وقد أجبرته الحادثة على ترك صناعة إدارة الأموال، إلا أنه قال إن ذلك عمل على تقوية إيمانه.

من ثم، أسس "آركيغوس"، وهي كلمة يونانية غالباً ما تترجم إلى "مؤلف" أو "قائد"، وغالباً ما تُعتبر إشارة إلى يسوع لإدارة ثروته الشخصية.

وبينما كان هوانغ يتداول ثروته في "آركيغوس"، أقام قراءات للكتاب المقدس صباح أيام الجمعة في الساعة 7 صباحاً، حيث يجلس 20 أو 30 شخصاً معاً حول طاولة طويلة ويستمعون إلى تسجيلات الكتاب المقدس أثناء تناول القهوة والفطائر.

علاوة على ذلك، أسس هوانغ أيضاً مؤسسة "غريس آند ميرسي" التي تضخمت أصولها إلى مئات الملايين من الدولارات. كما أسس أيضاً الصناديق التي تديرها شركة "آرك إنفستمنت مانجمنت" لمالكتها كاثي وود. وعلى غرار هوانغ، تُعرف وود بعقد اجتماعات لدراسة الكتاب المقدس والشخصيات الدينية فيما يشير إليه بعضهم باسم حركة "الإيمان في التمويل".

مع ذلك، وكما تقول الحكومة الفيدرالية، فقد تغير شيء جوهري في عملية استثمار هوانغ مع انتشار جائحة كورونا. حيث كانت مقتنياته ذات يوم في أسهم كبيرة وعالية السيولة، إلا أنه سرعان ما تحول إلى الشركات الأصغر، بما في ذلك حفنة من شهادات الإيداع الأميركية الصينية.

ووفقاً لوثائق التهم، فقد "تجاهل بشكل متزايد أبحاث محللي "آركيغوس" الداخلية طوال عامي 2020 و2021". وفي بعض الحالات، كان هوانغ يُوجه المتداولين لبيع سهم أو الدخول في مركز قصير في الصباح، مما يمنح مكتب العائلة قدرة تداول أكبر للشراء عندما يحتاج إلى تعزيز السعر.

أسواق

التحديثات الحية

مضاربات "الهواة" تصل إلى المتاجر الإلكترونية وأسواق المجوهرات

ووفقاً للائحة الاتهام: "أشار هوانغ إلى هذه الممارسة على أنها استخدام (الرصاص)، ووجه المتداولين لاستخدام (الرصاص)، أو القدرة على التداول، في اللحظات المناسبة التي من شأنها أن تخلق ضغطاً صعودياً على سعر السهم. وعندما أصبحت رهاناته أكبر وأكبر، وسع هوانغ قائمة "آركيغوس" من البنوك التي وفرت له الرافعة المالية.

وصل هوانغ، الذي يُعتقد أنه في أواخر الخمسينات من عمره، إلى الولايات المتحدة مهاجراً بعد إكمال دراسته الثانوية في كوريا الجنوبية التي وُلد بها، ليدرس الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا ذائعة الصيت بمدينة لوس أنجليس، ثم ليحصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة كارنيجي ميلون، قبل التدرج سريعا في عالم الاستثمار في الأوراق المالية، بينما انهار الحلم العام الماضي، وتصدر اسم شركته عناوين الأخبار باعتبارها مثلا حيا على سوء إدارة المخاطر والمبالغة في الثقة بالنفس. وأُخلي سبيله، الأربعاء الماضي بكفالة قيمتها 100 مليون دولار.