قفزت تكاليف معيشة السوريين من نحو مليون ليرة، قبل رفع حكومة بشار الأسد أسعار المشتقات النفطية والخبز قبل أسبوع، إلى مليون و240 ألف ليرة، وفق ما أشار إليه مركز "قاسيون" في دمشق.
وذكرت الصحيفة الصادرة عن "قاسيون" أن الحد الأدنى للأجور في سورية البالغ حالياً 72 ألف ليرة سورية، لا يغطي سوى 7 في المائة تقريباً من حاجات المعيشة الأساسية للأسرة، مبينة أن الغذاء الضروري يُشكّل نحو نصف تلك الحاجات.
ووفق "قاسيون"، فإن تكاليف المعيشة تجاوزت مليون ليرة شهرياً خلال الربع الأول من 2021، أي ما يعادل 330 دولاراً تقريباً، بينما أصبح الحد الأدنى للرواتب والأجور بعد الزيادة الأخيرة 72 ألف ليرة، ما يعادل 24 دولاراً.
أسعار السلع والمنتجات الغذائية ارتفعت بين 20 و30 في المائة خلال الأيام الأخيرة
وتشير مصادر "العربي الجديد" من دمشق، إلى أن أسعار السلع والمنتجات الغذائية ارتفعت بين 20 و30 في المائة خلال الأيام الأخيرة، ليصل متوسط أسعار الفواكه الموسمية إلى 4 آلاف ليرة للكيلوغرام الواحد، فيما زاد سعر الدراق (الخوخ) عن 7 آلاف ليرة، ووصل سعر كيلوغرام لحم الخروف إلى 30 ألف ليرة، وكيلوغرام الأرز 3500 ليرة، لتضاف ارتفاعات أسعار الدواء وأجور النقل إلى تكاليف معيشة السوريين.
وكان بشار الأسد قد أصدر أخيراً مرسوماً بزيادة أجور العاملين بالدولة بنسبة 50 في المائة، ما رفع الحد الأدنى للأجور من نحو 47 ألف ليرة إلى 71.515 ليرة، من دون تعديل الحد الأدنى للراتب المعفى من ضريبة الدخل والذي لا يزال عند 47 ألف ليرة.
وجاءت زيادة الرواتب بعد يوم واحد من رفع حكومة النظام السوري سعر الخبز 100 في المائة والمازوت 177 في المائة والسكر والرز المدعومين، وقبلها رفع ليتر البنزين إلى 3.000 ليرة، كما رفعت أسعار جميع أنواع الأدوية بنسبة 30 في المائة.
ويقول الاقتصادي السوري محمود حسين، لـ"العربي الجديد"، إن ارتفاع تكاليف معيشة السوريين، بقفزات كبيرة، من 370 ألف ليرة عام 2019 إلى نحو 600 ألف خلال العام الماضي ثم نحو مليون ليرة في مطلع العام الحالي، واليوم إلى 1.240 مليون ليرة، يعود بالدرجة الأولى إلى التهاوي المستمر لسعر صرف الليرة، من نحو 900 ليرة للدولار في مطلع العام الماضي إلى نحو 3300 ليرة اليوم.
يعاني السوريون من فقر مدقع وارتفاع نسبة الحرمان بعد وصول سورية إلى مقدمة الدول الأكثر فقراً والأقل دخلا في العالم
ويلفت حسين إلى أن غلاء الأسعار طاول مستلزمات الحياة الضرورية للسوريين، ففي حين يمكن الاستغناء عن كل أشكال الرفاهية، من مقتنيات كهربائية وإلكترونية وحتى لحوم وفاكهة، لا يمكن العيش من دون خبز ودواء ونقل، وهذه الثلاثية شهدت الارتفاعات الكبرى التي تجاوزت 30 في المائة خلال الشهر الأخير، "لذا شهدنا أزمات النقل وزيادة نسبة الجوعى وليس الفقراء، بل وحالات انتحار عدة خلال الأسبوع الماضي".
ويعاني السوريون من فقر مدقع وارتفاع نسبة الحرمان بعد وصول سورية إلى مقدمة الدول الأكثر فقراً والأقل دخلا في العالم، مع تحذيرات دولية من زيادة نسب الجوعى هذا العام، بعد زيادة الأسعار وتراجع غلة المحاصيل الزراعية بسبب الجفاف واستمرار النظام بتصدير غذاء السوريين إلى دول الجوار.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت سابقاً من أنّ سورية مهددة بتفاقم أزمة الجوع، بسبب تدني محصول القمح هذا الموسم، مشيرة إلى أنّ الجفاف المستمر يهدد بتفاقم أزمة الجوع في البلد الذي تمزقه الحرب، نظراً لقلة القمح بسبب ضعف المحصول.
كما حذرت منظمة الإغاثة الألمانية "فيلت هانغرهيلفه" (Welthungerhilfe)، المعنية بتقديم المساعدات الغذائية، من أنّ عدد الأشخاص الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية سيتزايد بشكل كبير.
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فإنّ نحو 90 في المائة من السوريين يعيشون "تحت خط الفقر" في ظلّ ارتفاع متواصل في أعداد المحتاجين.
ووفق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن 12.4 مليون شخص في سورية يكافحون للعثور على ما يكفيهم من الطعام.