دعم أميركي قوي للعملات الرقمية وقفزة في سعر بيتكوين
ارتفعت عملة البيتكوين، الأشهر بين العملات الرقمية، لفترة وجيزة إلى 47 ألف دولار أمس الخميس، في رد فعل على قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية الموافقة على إدراج الصناديق التي تستثمر مباشرة في العملة المشفرة، حيث ينتظر المتداولون معرفة مقدار الأموال التي ستجنيها العملات من هذه الموافقة، وذلك وفقاً لبيانات بلومبيرغ.
واستقرت أكبر عملة مشفرة أمس عند 46.060 دولاراً في التداولات الصباحية أمس بعد تقليص الارتفاع السابق.
وينظر البعض إلى قرار هيئة الأوراق المالية والبورصة باعتباره خطوة تاريخية تعمل على توسيع قاعدة المستثمرين للأصول الرقمية.
يذكر أن عملة بيتكوين قفزت بأكثر من 160% في الأشهر الـ 12 الماضية وسط ترقب لإقرار البورصة لتداول صناديق الاستثمار، بالإضافة إلى السياسة النقدية الأكثر مرونة.
وشهدت صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة في الولايات المتحدة تداولات قوية خلال اليوم الأول، عقب موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على إطلاقها الأربعاء، بعد نحو عقد من الزمن من مساعي صناعة العملات المشفرة.
ووفقًا لمزود البيانات "إل إس إي جي" (رفينيتيف سابقًا)، بلغ حجم تعاملات الخميس في صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة والمدرجة في الولايات المتحدة، ما قيمته 4.6 مليار دولار.
وبحسب "رويترز"، كانت أحجام التداول قوية نسبيًا بالنسبة لمنتجات صناديق الاستثمار المتداولة الجديدة، وهيمنت "بلاك روك" و"فيديلتي" و"جراي سكيل" على أحجام التداول، وسط منافسة شديدة على حصة السوق بين الجهات المصدرة والتي بلغت 11 صندوقًا متداولًا للبيتكوين.
وأدى إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة إلى رفع سعر بيتكوين إلى أعلى مستوى له منذ ديسمبر 2021، لتتجاوز 49 ألف دولار لفترة وجيزة.
وقال محللو مصرف "ستاندرد تشارترد" البريطاني في وقت سابق، إن صناديق الاستثمار المتداولة يمكن أن تحقق استثمارات تصل إلى 100 مليار دولار هذا العام.
وكانت العملات المشفرة الرئيسية قد استفادت من موافقة البورصة، حيث ارتفعت عملة إيثريوم، ثاني أكبر رمز، بنسبة 9% خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى 2587 دولارًا وسط رهان على أنها ستكون محور الموجة التالية من الموافقة على إدراج منتجات صناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة الفورية في البورصة الأميركية.
وحسب "فايننشيال تايمز" في تقريرها أمس الخميس، سمحت هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية يوم الأربعاء بإدراج شركات إدارة الأصول ذات الثقل ومن بينها BlackRock وInvesco وFidelity ، بالإضافة إلى منتجات من منافسين أصغر مثل Valkyrie لبدء التداول أمس الخميس.
وقالت الهيئة في بيان رسمي عبر موقعها الإلكتروني مساء أمس، إن المستثمرين يمكنهم بيع وشراء "البيتكوين"، أو التعرض لها في عدد من شركات الوساطة من خلال صناديق الاستثمار المشتركة في بورصات الأوراق المالية الوطنية، وسيُطلب من الشركات تقديم إفصاح كامل وعادل وصادق عن المنتجات.
ووافقت هيئة الأوراق المالية الأميركية على 11 صندوقًا متداولًا في البورصة، مع تنوع الجهات الراعية من اللاعبين الراسخين مثل فيدلتي وإنفسكو إلى الوافدين الجدد الذين يركزون على التكنولوجيا الرقمية بما في ذلك كل من صندوق غري سكيل وأرك إنفست.
وبدأت الصناديق في البورصات التداول مثلها مثل الأسهم وتتمتع بمعاملة ضريبية خاصة في الولايات المتحدة. وجاءت الموافقة بعد أشهر من الترقب ومعركة قانونية مريرة.
ومن المتوقع أن تؤدي الموافقات الأميركية على صناديق بيتكوين إلى حقبة جديدة لرموز العملات المشفرة الأكثر شيوعًا وسيولة.
كما سيتمكن المستثمرون من المؤسسات والأفراد في الولايات المتحدة الآن من التعرض المباشر للعملة من خلال منتج منظم، دون مخاطر الشراء من البورصات غير المنظمة أو التكاليف المرتفعة المرتبطة بصناديق الاستثمار المتداولة التي تستثمر في عقود بيتكوين الآجلة.
في هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لشركة ميلانيون كابيتال، جاد قمير، أول شركة تطلق صندوق استثمار متداول في بيتكوين في الاتحاد الأوروبي لصحيفة "فايننشيال تايمز": "إنه إنجاز ضخم، إنه اعتراف بأن عملة بيتكوين هي استثمار تقليدي واسع النطاق". "نحن نفتح الأبواب أمام وول ستريت".
ويمثل القرار أيضًا تحولًا جذريًا من جانب هيئة الأوراق المالية والبورصات.
وبعد الموافقة اندلعت بالفعل حرب أسعار بين مقدمي صناديق الاستثمار المتداولة الجدد. حيث قامت شركات بلاك روك وفيدلتي وغيرها بتحديث أوراقها في وقت سابق من هذا الأسبوع للإعلان عن رسوم أقل من 0.5%، مع وعد العديد منها بالتنازل عن الرسوم تماماً في الأشهر الأولى من التداول.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
