تستعد فرنسا ليوم اضطرابات كبيرة، الثلاثاء، في ظل دعوة النقابات إلى الإضراب والتظاهر، للمطالبة برفع الأجور والتوقف عن إجبار العاملين المضربين في المصافي ومستودعات الوقود على العمل.
ويأتي يوم التعبئة هذا في سياقٍ أصبح قابلاً للاشتعال بسبب الإضراب في مصافي تكرير النفط، الذي عطّل بشكل كبير توزيع الوقود في جميع أنحاء البلاد منذ حوالى أسبوعين، خصوصاً في الشمال والوسط ومنطقة باريس.
طوابير لا تنتهي أمام محطات الوقود
وردّت الحكومة على ذلك عبر استدعاء المضربين من أجل إعادة فتح بعض مستودعات الوقود. كذلك، استدعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الإثنين، رئيسة الوزراء إليزابيث بورن والوزراء المعنيين لتقييم الوضع في وقت تشهد 30% من محطات الخدمة في فرنسا اضطرابات، وغالباً ما تكون هناك طوابير لا نهاية لها لسائقي السيارات.
وقال ماكرون: "سنواصل بذل قصارى جهدنا"، مضيفاً أنه يريد حلّ هذه الأزمة "في أسرع وقت ممكن"، مؤكداً أنه يقف "إلى جانب جميع مواطنينا الذين يكافحون والذين سئموا هذا الوضع".
من جهته، قال وزير الاقتصاد والمالية برونو لومير، وفق فرانس برس، إنه ينبغي "تحرير مستودعات الوقود والمصافي التي تم منع الوصول إليها واللجوء إلى وسائل لإصدار أوامر تفرض على الموظفين العمل".
وأضاف: "ولّى وقت التفاوض.. كان هناك تفاوض، وكان هناك اتفاق، وهذا يعني أن القوة يجب أن تبقى مع صوت الأغلبية"، في إشارة إلى الاتفاق المبرم بين مجموعة "توتال إينرجيز" النفطية ونقابتين، لكن لم يوقع عليها الاتحاد العام للعمال (سي جي تي) الذي بدأ حركة الإضراب.
في المقابل، دعا الأمين العام للاتحاد العام للعمل فيليب مارتينيز، أمس، الحكومة إلى "الجلوس حول الطاولة" مع النقابات لـ"مناقشة رفع الحد الأدنى للأجور".
كذلك، أكد الأمين العام لنقابة "القوة العاملة" فريديريك سوييو الذي يشارك أيضاً في يوم الإضراب هذا، أنّ "إجبار الموظفين على العمل بأمر رسمي غير مقبول وليس الحل الصحيح أبداً".
ومن الأسباب التي تقف وراء عدم رضا ملايين الموظفين: التضخّم الذي يؤثر على القوة الشرائية، والتشديد المقبل لقواعد إعانات البطالة، وإصلاح المعاشات التقاعدية المتوقع في نهاية العام.
اضطراب حركة القطارات
وسيؤثر الإضراب، اليوم، على وجه الخصوص على شركات السكك الحديدية وشركات النقل العام في باريس، إذ من المتوقع أن تشهد حركة السكك الحديدية اضطرابات كبيرة في منطقة باريس حيث سيجري تسيير قطار واحد من كل قطارَين. من ناحية أخرى، من المتوقع أن تكون حركة المرور على الخط الرئيسي أقل اضطراباً.
في هذه الأثناء، سيراقب مسؤولو النقابات والحكومة الثلاثاء عدد المضربين، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية مثل النقل والطاقة... وأيّ دعوات لإضراب متجدّد، في قطاع السكك الحديدية على سبيل المثال، في ظلّ اقتراب العطلة المدرسية التي تبدأ الجمعة.
وتأتي هذه التحرّكات غداة تظاهرة ضد "غلاء المعيشة" نظمتها الأحزاب اليسارية ومنها "فرنسا المتمردة" في باريس. وبلغ عدد المشاركين فيها 140 ألف شخص وفق المنظمين و30 ألف شخص وفق الشرطة، و29 ألفا و500 شخص وفق تعداد أجراه مركز "أوكورانس" البحثي لعدد من الوسائل الإعلامية من بينها وكالة فرانس برس.
وتظهر عواقب الإضراب في المصافي في العديد من القطاعات، عبر صعوبات في الوصول إلى العمل وقلق في المناطق الريفية في خضم موسم الحصاد والخوف من تعطيل المغادرين في إجازات وإلغاء الحجوزات.
(فرانس برس)